"شيخ منصر": كلمة في الأصل تقال على الشخص المجرم الهجام الحرامي، لكن بدأت  تقال على شخص غالباً يكون (جاهل) نصاب من الذين يقال عنهم بالعامية "ميعرفش ربنا"، حتى لو تكلم عن الله وظهر بزي الشيوخ، فهو كما نقول "حاميها وحراميها"، يظلم ويفتري بكل أريحية، يسلب حقوق الغلابة ويشهد بالزور على البريء، فهو لا يمكن أن يحل على مكان إلاّ تحول المكان إلى كتلة من الفساد والخراب والإجرام!

شيوخ المنصر كان يستعين بهم الحكام والولاة قديما حتى ينشرون الفوضى ويغطون على بلاويهم. أو يستأجرهم الفاسدين لتخويف وإرهاب الشرفاء والنبلاء وإسكات أصوات الأحرار، شيخ المنصر هو (مملوك) يستأجره الفاسدين ويجلسون في الخلفية يديرون كل شيء من وراء الستار!

شيوخ المنصر عندهم قدرة عجيبة على جمع الغوغاء والحثالة والرعاع ورائهم باسم الدين أو باسم الدفاع عن الأشخاص! يقدروا يهيجوا ويجمعوا ويحشدوا بأقل مجهود، شيء مثل تكوين كتائب إلكترونية حالياً!

لكن عصر شيوخ المنصر لم ينته بعد، فهم لا زالوا متواجدين ويعيشون وسطنا وفي مجتمعاتنا، يمكن وصفهم بأنهم “شخشيخة” في يد من يدفع وأداة في يد من له مصلحة ومنفعة.

إن تشكيل عقلية وثقافة الشعوب أحيانا تعتمد في جزء منها على وجود عنصر “شيخ المنصر” من عدمه. لو شيخ المنصر هو الذي يقود المسيرة فلا ننتظر  لا خير ولا علم ولا إبداع ولا تقدم ولا حرية إرادة ولا أمان اجتماعي، الشعوب تتقدم لما وعقلياتهم وتفكيرهم يكون أكبر من أن يساقوا كالقطيع، وألا توثر فيهم أي كلمة من أي “شيخ منصر” في قرية صغيرة أو مركزين “توديهم و تجيبهم”، ولا  أي خطبة أو بيان “حاير” “طاير” يهيج مشاعرهم ويلعب على عواطفهم، ولا كل من أمسك بالإنجيل وقال بولس وقال أبولوس ورفع وراية (حماية الإيمان) يتصدق ويجروا وراه عمياني.

ربما يكون شيخ منصر متخفي  يريد أن يحقق مصالحه المالية أو السلطوية أو -يهيج الدنيا ويولعها نار-  من أجل أحقاد شخصية وأمراض نفسية؟!!

الشعب حين يكون واع وفاهم، قبل أن يساند ويدعم شيخ المنصر يفكر الأول ويحلل الكلام، والأهم من كل هذا يتتبع مصدر الكلام بنفسه وليس سماعيا، من يحاول أن يقوده، ولأين يريد أن يقوده؟ ولأجل ماذا؟

أتمنى من الناس ألا -يبصموا بالعشرة- لأي شخص (ضلالي) و(مفتري) و(سارق قوت الغلابة) أو لأي شيخ منصر (يرهب) أصحاب العلم والفكر أو (يخوف الشرفاء). لا يمكن مساندة و(دعم) شخص كل شغله أنه (بلطجي بالإنابة) لكبار متخفين خلف  الستار.

لا تسمحوا لأي شيخ منصر أن يسوق عقولكم.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

تامر فرج
[ + مقالات ]