القريبون منى، والمتابعون، يعرفون أنه لا تنقصني القدرة على طرح رؤيتي في الأمور التي نشتبك معها يومياً، وقد بدأ اشتباكي مبكراً وربما صادماً لكثيرين، وسجل كتاباتي يشهد لي إنني حرصت على ألا أشخصن ما أطرح وانتقي كلماتي بحرص أدبي وأخلاقي وأن أطرح مع الأزمة ما أراه حلولاً ومخارج قابلة للتطبيق، سواء في القضايا المجتمعية أو الدينية أو السياسية.

أتفهم أسباب هجوم البعض وحالة التربص التي يكمن فيها بعض آخر، ومنهم من يقتات عليها ليقدم أوراق اعتماده لمن يسعى إلى نيل رضاه، ولا أذكر إنني توقفت عند ثلاثتهم.

ولا أزعم إنني أملك حلولاً لكثير من أزماتنا أو عصمة ما أكتب، فقط أحاول ممارسة عصفاً ذهنيا يحرك حالة السكون وربما الركود التي تغشانا، وأدرك أن في تحريك بعض السكون مجازفة لأنه يحرك معه مصالح استقرت لأصحابها، أو يؤنسن ظواهر عبثية ويعيدها إلى حجمها وحقيقتها بعد أن فارقتها خرافة صنعها أصحابها، وقد أجادوا العزف على أوتار العصب الديني الملتهب. والمثخن بجروح عميقة عند كثيرين.

ثمة ملاحظة أن من يخرج بهجومه عن جادة الموضوعية وتتمرغ كلماته في وحل البذاءة يرفع راية حماية الدين والزود عن القيم والفضيلة. ما بين التراجع الثقافي والموات الأخلاقي ودوائر الخرافة وعدم التحقق الإنساني والعوامل الاقتصادية الضاغطة خيوط ترسم ذهنية هؤلاء.

رهاني ما زال قائماً على أجيال قادمة مختلفة بفعل تداعيات الثورة المعلوماتية والتقنية العصية على المصادرة والحجب والقولبة.

وللذين يسألونني لمن تكتب؟

أكتب لجيل وربما أجيال قادمة ستعيد قراءة أطروحات التنوير بغير مواقف مسبقة، أو انحيازات لشخوص أو انتماءات ضيقة أو صراعات ساذجة أو مصالح مرتبكة.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

كمال زاخر
كاتب ومفكر قبطي في التيار العلماني المصري  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: : صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨