المقال رقم 3 من 4 في سلسلة امرأة تكتب

تثير غَيْرَة النساء.. جميع النساء
توهم الجميع بعشقها لكنها في الواقع تهزي بحروف تعشقها
تكره الرجل الضعيف المسلوب الإرادة وتحتقره
أيضاً ترفض الذوبان في شخصية الرجل القوي مهما كان قوياً ومتسلطاً

ستكون مراقباً لحرفها،
ستذهلك كلماتها وقد تُحرك غيرتك منها لا إرادياً،
ستهز عرش كبريائك حتى لو أدعيت اللامبالاة بها
لا تتوغل في عمق نصوصها ومعانيها وأسرارها…
لن تستوعبها، لن تحتملها،
التهامش يكفيك تماماً
‏تمشي على حواف اللهفة
تنير ضياً.. في عشقها كياً
وتنثر رذاذ عطرٍ لا يمكن لأخرى تقليده

ترسخ بالأذهان
‏وكلما زادت خيباتها…
هرعت للكتابة وتقربّت من القلم
تتهجى الحب
تكتب بخط القلب

‏في كل مرة تصنع رجلا من ورق
تعتصم الكلمات منادية بإسقاطه
فتغتاله بجرة قلم.. وتردد في رثاء الحب: لن أخلع رداء قلمي

تلجم القصيدة بآلف معنى
وتسرج القوافي عاتيات
تشد الوتر إذا الحرف غنى
وترفع الـ آهات في صدر النوتات

تكتب بحبر الأصالة،
حروفاً تمتد من أنفاس صدرها
تكتب بملامح طيفها
تكتب بنبرة صوتها

حُروف قلمها عِطرٌ لأنفاس الحياة، لا تُطلقه إلا يديها
وروحها فتنة تُحي القلوب وهي هشيم
تِعتِق الحرف من عصمة الصمت وتُحرر أنفاس الغمام
تكتب لوجه الحب حرفاً، كالفراش في هواء طلق

وتنثر عبير الكلام
لا يوجد أخطر منها، تكتب لك قصة من أمل
تكتب لك الثقة على سطح من ماء…
تكتب كلماتها على بحر تلعب به الأمواج

حين يخفق قلمها تًنصت بنبضك
و تكون لك الربيع في عصر الحرب
تهديك الورد رغم الدمار، رغم الضيق،
تأخذك إلى الراحة، تقودك للرحب

‏تظل مغرد بحرفها، بقلبها الذي لا توجد فيه أماكن للحقد والرياء
تعيش دنياها بالمحبة والمودة والصفاء
أناملها شفافة،
زجاجية،
مرئية…

تستطيع أن ترى من خلالها أوردتها التي ملأها الحبر من كلماتها
‏‎‎تجعل الأحلام تغفو تحت أسوار المقل
تجعل الحروف تستيقظ من سبات الضجر والملل
تنثر الحرف لحنا يسري في مسامات الجسد…
ليكسر صمت الألم

السحر في سر حروفها
وعزفها كلمات لا وتر
كم من أقلامٍ تتعثر،
فلا تروي نهم القراء
كم من أوتارٍ دنّت
لا تضفي نغم الإغراء

أما عباراتها فلا تحتاج سوى أن تُخلى نفسك،
أن تصغى بنقاء
تكتب كي لا تبكي
تأخذ حزنها في نزهة أنيقة حتى ينام…

‏من البَدْء كان عليك ألّا تعشق ،
امرأة يتضخم بداخلها الغضب حين تكون اللحظة ليل طويل وورقة واحدة فقط بينما الكلام يشتعل في صدرها.
‏‎
تكتب للأماني التي تغفو على ضفاف يقين
للمرافئ البعيدة التي تضّج بالمسافرين
للقلوب الحالمة، للحب، للصدق، وللياسمين

تكتب على أطراف الغابة ‏تكتب حزنها فيبكي الحبر على مداد الورق
لتغرق الأبجدية من فيض الوجع
تكتب بنهم كي تغفو على حروفها الوحوش
الغابة أيضاً تحتاج إليها كي تصبح أقل دموية

عاشقة فى محبرة
تكتب القصائد المزهرة
تنادى الليل و تدهش النجوم
ترافقها الكواكب المتناثرة

تكتب وتكتب لتعدم أنينها
لتشجب حزنها على مقصلة الحرف
‏أرادت أن ترى نفسها في شيء آخر
وكونها أمرأة لن يكون ذاك الآخر رجل
لطالما أردته حرفاً مبادراً
وهي قارئة و كاتبة متسللة …

بعض كلماتها يُذهب العقل
والبعض الآخر يعود بالقلب
لا تسألها شراب يُسكر
فأنت تشرب البحر قمراً في عتم

تكتب شجن الناي وبكاء العطر
ضحكة الغيمة وتوهان المطر
تكتب غطرسة الضباب على كآبة السحاب
والطيور دائماً معها حرة من واحتها القاحلة،
إلى المجهول من السراب

توغل في أدغال المعنى باحثة عن مفردات سماوية في مجاهل اللغة
تقطف المجاز وتضعه أكاليل ورد على أضرحة أشباهها
الذين اقتربوا دون تصريح مسبق منها
‏امرأة تكتب، لا تسقط جمهوريتها

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: امرأة تكتب[الجزء السابق] 🠼 امرأة تكتب؛ الورقة الثانية[الجزء التالي] 🠼 عن “امرأة تكتب”
ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]