
- ولما نكتب؟!
- ولما نكتب؟! [۲]
- امرأة تكتب؛ الورقة الأولى
- ☑ امرأة تكتب؛ الورقة الثانية
- امرأة تكتب؛ الورقة الثالثة
- عن “امرأة تكتب”
– قلبها مملكة، أعجوبة، معجزة
غرس مبارك لا حدود له في العطاء،
هي ثروة من بركات السماء.
– تزرعك غيمة من ورق و تحصدك خمراً وعطراً ومطراً.
– سترى العالم وقد أرتدى حلة لم يسبق لك رؤيتها، فالتي تمسك القلم بيمينها تهز العالم بشمالها.
– ستُصعدك للسماء الثالثة في حين أنك تتنفس بأعماق بحر.
– ستعلمك كيف تغوص في سراب وربما تُغرقك، سترى قمة التناقض والانسجام في آن واحد.
– تسكب الأحاسيس من دورق القلب حروفاً تسقى جفاف الورق، فأصمت و أترك لها الصفحة بيضاء لتعطرها بعبير حرفها.
– ستتعلم أن للكلمات أحساس قُبل
– في المعاني مُتسع… في صناعة حرفها جودة رابحة، هو سلعة ثمينة
– أنت قرينها أن كنت تشتاق أحرفها، فتلك الأحرف تريد أن تخرج للحياة مرة أخرى عبر قارئ.
– تكتب وهي تتألم بين الحروف، هي التي تستعبد الكلمات… تُقَودها لتوقظ شيء من روحك لا يوقظه أي أحد آخر
– حروفها، مشاعر تشكلها على جبين الورق، تُقبل إليك رغم المسافة والسور والمنفى
– هي سيدة الكلمة، تعزف بها أوتار شجية بعيداً عن مرأى الدمع وهمهمات الحزن
– بقلمها تمارس حق الجنون في زمن ضاق بالعقلاء ولفظهم واحداً تلو الآخر
– تُبعث كل مرة من جديد بهيئة مختلفة وشعور متجدد
– لن تفهم تراجيديا حرفها إلا بعبقرية “جبران” وعشق “نزار” وكرم “قباني” الهوى
– تكتب “لترمم” تشوهات أحساسها بحرف وتجبر” برباط” سطر عظام قلبها
-الكلمات رنانة بصدق المعاني وأعذب العبارات، قف أحتراماً لقلمها… فمازال يكتب رغم الجحود
– موعودة بأنين يصرخ بين أبجدياتها وحبر تآملها، بزخرفة جروحها التي تومض في ختام روايتها… فأصابعها تتغلف بأوجاع حرفها
– تبتسم تعبيراتها خجلاً ويسكن في سطورها الحب والوفاء، يختفى فيهم حزنها وحبها الصادق
– نار الصدق تتأجج من حرفها… حارقة هي الحقيقة التي لا تروق لكثيرين
– هي غرق لا ارتواء منه… تستطيع أن تقلب أمواجك لتجعل أحاسيسك باحثة متأرجحة بين شطآن الرؤى والأحلام ونبضة فؤاد تنتشر في سائر جسدك رعشة
– ستتحول السطور أمامك إلى خشبة مسرح تقف عليه مشاعرها وأفكارها… أما أحساسك فهو الجَمهور
– القرأة والكتابة فرعان لمفتاح العلوم والعقل معاً، لذا معها تتعلم معنى الحياة
– معها سيشتعل رأسك شيباً ويخر حرفك سجداً… ستمتلئ فهماً
– ستبدو حائراً، أتنتمى لزُرقة السماء أم زُرقة البحر!
– تأخذ بك التساؤلات عن معرفة الأسباب التي دعتها لأن تكتب، عن سر الجمال الذي يكمن بحرفها، عن الغموض الذي تحيط به كلماتها
– ستقرأ نفسك بين سطورها ولن تكتشف أعماقها، ستكون متأرجحاً في روايتها بين دور “الفارس” و”الجاني”
– عليك أن تصغى جيداً إلى سطورها وإلا خسرتها، وقد يكون عليك أن تقرأ أكثر من مرة لكي لا تتعثر بقلبها
– لك الظاهر ولها المعنى وما وراء كل حرف ويصعب عليك أن تصل إلى ما تريده هي
– احذر أن تغلق الأبواب بوجهك لأنها لن تفتحها مرة أخرى أبداً
– معها يغفو لسانك وتستيقظ العينان
وكل ما عليك هو أن تعلن حالة الطوارئ في عقلك لتنقذ ما يمكن إنقاذه من قلبك!
– كل حرف منها طفل مدلل يضع ساق على ساق متحدياً تجاوزه لما بعده
– لا تستطيع نسيانها… ويصعب عليك أن تتذكرها
– لا تظن أن كلماتها لك، ربما أنت خارج أبجديتها تماماً
– لا تخدش أنوثتها فقد تمحو ملامح رجولتك بكلماتها فقط
– أنت تحت رحمة قلمها فيوماً ستصنعك مجداً وآخر سيلامس جسدك الثري
– أنظر لطريقك جيداً قد تكون خبأت لك في إحدى النصوص حفرة تقع فيها
– ستُملى عليك تعاويذها السحرية، فلها القدرة على تسليط حروفها على الناس بقوة
– أياك أياك أن تعبث… أياك أن تلعب خارج حدود الشطرنج… خطأك في اختيار الكلمات قاتل كالرصاصة
– تحدث بقلبك ولا تتصنع البلاغة فتهزمك… هي تتلذذ بالحروف البسيطة التي تخرج من شفتيك
– لا تنتظر منها الكثير من الكلام… أقرأ لها أن شئت، فذلك أصدق
– هناك الكثير مما لم يكتب بعد، ولم تطرق أبوابه بعد، ولم يئن له حرفها بعد
وإن كنت أنت قصائدها ومقصدها…
– ستكون في قمة أناقتك خاصة أن كنت تمتلك عمق فكر وحصافة ويكون التورط لهفة تعبث بالأمنيات
– ستدخلك النعيم بين جداول من نبع حب
– ستكون أنت الحروف وهي النقط… حرفك لا يكتمل معناه إلا بنقاطها
– ستجد في كل ورقة سطر فارغ لتختم فيه سيناريو كل قصة… النهاية ملك حبرك
– ستكون بطل الروايات، العظيم الذي يتوارى خلف سطورها، فأنت المُلهم
– ستكتب عنك وعندما تريد أن تكتب إليك، لا تستطيع
– عليك أن تعتق قلبها لوجه الحب… لكى يكتبك قلمها رداً جميلاً
– التزم يسار صدرك واقرأها بقلبك عوضاً عن عينيك فلن يسعفك غموض ولا ذكاء ولا كبرياء فقط أنظر إلى هالة الحب المختبئة بين السطور
– القِ بقلمك وأوراقك في المحرقة وأصغ جيداً لنبض حبر حروفها الذهبية
وأن كنت طالب قلب…
– ستنهل منها فنون الرقة وأسرار الدقة، لتهذب الصلف بداخلك على أمل أن تصبح أهلاً لمشروع وريد مشترك
– كن نائياً، بعيداً، غريباً لكن وفياً لقلبها… حينها ستحيك روحاً خالدة بين طيات الكتب وفي ملاحم حب لا يموت
– ستظل في سباق مع أبجديتها، تلهث روحك لالتهام فنون البلاغة… تغرس في ثنايا السطور ورداً راغباً أن تحوز حروفك استحسانها
– ستتحول كلك لمنارة تشتعل ناراً، تراقب كل عين تتغزل بحرفها وكل قلب يتراقص لهفة على سطورها
– ستعيش مشاعرك معها مرتين؛ أحدهما بقلبها والأخرى بقلمها، فالكتابة متنفس المشاعر الذي يبهجها ويحيها
وإن عَشقتكْ…
– سيكون قلبها مع حروفها أجمل ملاذ ومنفى
– ستُميت كل المسافات الصمت نحوك، ويحتضنك كل شعور يلامس أطرافها
– سوف تنذر الوحدة من أجلك وتجعلك يومها وليلها… إن كنت لها كما تُريد
– ثلاثة أرباعها لك والربع الأخير لها لتبقى أنت به
– ستحتويك وطناً لن تحتاج لغيره ونبض سطورها بقلبك وطن
– ستبدو أنت هي… وهي أنت
– ستنتج لك من حروفها ألف امرأة يحاصرون الحياة لتكون مستعمرتك وحدك
أما إن كان نبضك الشريد لا يروقها….
– فلن تشتكى منك إلا للقلم فهو أحن عليها منك -أن رضيت عنك ألبستك بالكلمات تاج من ذهب، وإن غضبت صنعت لك من كلماتها قيد من لهيب
– لا مجال للتكهنات… قلبها على أطراف أصابعها
– لن يكون وجودك مهماً طالما سلكت سبيل الفِرَاقَ، فأنت لا تعلم كيف للكتابة قدرة على انتشال الحزن من أعماقها… المجد لها تُقيم من حروفها حياة.