المقال رقم 4 من 6 في سلسلة امرأة تكتب

– قلبها مملكة، أعجوبة، معجزة
غرس مبارك لا حدود له في العطاء،
هي ثروة من بركات السماء.

– تزرعك غيمة من ورق و تحصدك خمراً وعطراً ومطراً.
– سترى العالم وقد أرتدى حلة لم يسبق لك رؤيتها، فالتي تمسك القلم بيمينها تهز العالم بشمالها.
– ستُصعدك للسماء الثالثة في حين أنك تتنفس بأعماق بحر.
– ستعلمك كيف تغوص في سراب وربما تُغرقك، سترى قمة التناقض والانسجام في آن واحد.
– تسكب الأحاسيس من دورق القلب حروفاً تسقى جفاف الورق، فأصمت و أترك لها الصفحة بيضاء لتعطرها بعبير حرفها.

– ستتعلم أن للكلمات أحساس قُبل
– في المعاني مُتسع… في صناعة حرفها جودة رابحة، هو سلعة ثمينة
– أنت قرينها أن كنت تشتاق أحرفها، فتلك الأحرف تريد أن تخرج للحياة مرة أخرى عبر قارئ.

– تكتب وهي تتألم بين الحروف، هي التي تستعبد الكلمات… تُقَودها لتوقظ شيء من روحك لا يوقظه أي أحد آخر
– حروفها، مشاعر تشكلها على جبين الورق، تُقبل إليك رغم المسافة والسور والمنفى
– هي سيدة الكلمة، تعزف بها أوتار شجية بعيداً عن مرأى الدمع وهمهمات الحزن

– بقلمها تمارس حق الجنون في زمن ضاق بالعقلاء ولفظهم واحداً تلو الآخر
– تُبعث كل مرة من جديد بهيئة مختلفة وشعور متجدد
– لن تفهم تراجيديا حرفها إلا بعبقرية “جبران” وعشق “نزار” وكرم “قباني” الهوى
– تكتب “لترمم” تشوهات أحساسها بحرف وتجبر” برباط” سطر عظام قلبها
-الكلمات رنانة بصدق المعاني وأعذب العبارات، قف أحتراماً لقلمها… فمازال يكتب رغم الجحود

– موعودة بأنين يصرخ بين أبجدياتها وحبر تآملها، بزخرفة جروحها التي تومض في ختام روايتها… فأصابعها تتغلف بأوجاع حرفها
– تبتسم تعبيراتها خجلاً ويسكن في سطورها الحب والوفاء، يختفى فيهم حزنها وحبها الصادق
– نار الصدق تتأجج من حرفها… حارقة هي الحقيقة التي لا تروق لكثيرين
– هي غرق لا ارتواء منه… تستطيع أن تقلب أمواجك لتجعل أحاسيسك باحثة متأرجحة بين شطآن الرؤى والأحلام ونبضة فؤاد تنتشر في سائر جسدك رعشة

– ستتحول السطور أمامك إلى خشبة مسرح تقف عليه مشاعرها وأفكارها… أما أحساسك فهو الجَمهور
– القرأة والكتابة فرعان لمفتاح العلوم والعقل معاً، لذا معها تتعلم معنى الحياة
– معها سيشتعل رأسك شيباً ويخر حرفك سجداً… ستمتلئ فهماً
– ستبدو حائراً، أتنتمى لزُرقة السماء أم زُرقة البحر!
– تأخذ بك التساؤلات عن معرفة الأسباب التي دعتها لأن تكتب، عن سر الجمال الذي يكمن بحرفها، عن الغموض الذي تحيط به كلماتها
– ستقرأ نفسك بين سطورها ولن تكتشف أعماقها، ستكون متأرجحاً في روايتها بين دور “الفارس” و”الجاني”
– عليك أن تصغى جيداً إلى سطورها وإلا خسرتها، وقد يكون عليك أن تقرأ أكثر من مرة لكي لا تتعثر بقلبها

– لك الظاهر ولها المعنى وما وراء كل حرف ويصعب عليك أن تصل إلى ما تريده هي
– احذر أن تغلق الأبواب بوجهك لأنها لن تفتحها مرة أخرى أبداً
– معها يغفو لسانك وتستيقظ العينان

وكل ما عليك هو أن تعلن حالة الطوارئ في عقلك لتنقذ ما يمكن إنقاذه من قلبك!
– كل حرف منها طفل مدلل يضع ساق على ساق متحدياً تجاوزه لما بعده
– لا تستطيع نسيانها… ويصعب عليك أن تتذكرها
– لا تظن أن كلماتها لك، ربما أنت خارج أبجديتها تماماً
– لا تخدش أتها فقد تمحو ملامح رجولتك بكلماتها فقط
– أنت تحت رحمة قلمها فيوماً ستصنعك مجداً وآخر سيلامس جسدك الثري

– أنظر لطريقك جيداً قد تكون خبأت لك في إحدى النصوص حفرة تقع فيها
– ستُملى عليك تعاويذها السحرية، فلها القدرة على تسليط حروفها على الناس بقوة

– أياك أياك أن تعبث… أياك أن تلعب خارج حدود الشطرنج… خطأك في اختيار الكلمات قاتل كالرصاصة
– تحدث بقلبك ولا تتصنع البلاغة فتهزمك… هي تتلذذ بالحروف البسيطة التي تخرج من شفتيك
– لا تنتظر منها الكثير من الكلام… أقرأ لها أن شئت، فذلك أصدق
– هناك الكثير مما لم يكتب بعد، ولم تطرق أبوابه بعد، ولم يئن له حرفها بعد

وإن كنت أنت قصائدها ومقصدها…
– ستكون في قمة أناقتك خاصة أن كنت تمتلك عمق فكر وحصافة ويكون التورط لهفة تعبث بالأمنيات
– ستدخلك النعيم بين جداول من نبع حب
– ستكون أنت الحروف وهي النقط… حرفك لا يكتمل معناه إلا بنقاطها
– ستجد في كل ورقة سطر فارغ لتختم فيه سيناريو كل قصة… النهاية ملك حبرك
– ستكون بطل الروايات، العظيم الذي يتوارى خلف سطورها، فأنت المُلهم
– ستكتب عنك وعندما تريد أن تكتب إليك، لا تستطيع

– عليك أن تعتق قلبها لوجه الحب… لكى يكتبك قلمها رداً جميلاً
– التزم يسار صدرك واقرأها بقلبك عوضاً عن عينيك فلن يسعفك غموض ولا ذكاء ولا كبرياء فقط أنظر إلى هالة الحب المختبئة بين السطور
– القِ بقلمك وأوراقك في المحرقة وأصغ جيداً لنبض حبر حروفها الذهبية

وأن كنت طالب قلب…
– ستنهل منها فنون الرقة وأسرار الدقة، لتهذب الصلف بداخلك على أمل أن تصبح أهلاً لمشروع وريد مشترك
– كن نائياً، بعيداً، غريباً لكن وفياً لقلبها… حينها ستحيك روحاً خالدة بين طيات الكتب وفي ملاحم حب لا يموت
– ستظل في سباق مع أبجديتها، تلهث روحك لالتهام فنون البلاغة… تغرس في ثنايا السطور ورداً راغباً أن تحوز حروفك استحسانها
– ستتحول كلك لمنارة تشتعل ناراً، تراقب كل عين تتغزل بحرفها وكل قلب يتراقص لهفة على سطورها
– ستعيش مشاعرك معها مرتين؛ أحدهما بقلبها والأخرى بقلمها، فالكتابة متنفس المشاعر الذي يبهجها ويحيها

وإن عَشقتكْ…
– سيكون قلبها مع حروفها أجمل ملاذ ومنفى
– ستُميت كل المسافات الصمت نحوك، ويحتضنك كل شعور يلامس أطرافها
– سوف تنذر الوحدة من أجلك وتجعلك يومها وليلها… إن كنت لها كما تُريد
– ثلاثة أرباعها لك والربع الأخير لها لتبقى أنت به
– ستحتويك وطناً لن تحتاج لغيره ونبض سطورها بقلبك وطن
– ستبدو أنت هي… وهي أنت
– ستنتج لك من حروفها ألف امرأة يحاصرون الحياة لتكون مستعمرتك وحدك

أما إن كان نبضك الشريد لا يروقها….
– فلن تشتكى منك إلا للقلم فهو أحن عليها منك -أن رضيت عنك ألبستك بالكلمات تاج من ذهب، وإن غضبت صنعت لك من كلماتها قيد من لهيب
– لا مجال للتكهنات… قلبها على أطراف أصابعها
– لن يكون وجودك مهماً طالما سلكت سبيل الفِرَاقَ، فأنت لا تعلم كيف للكتابة قدرة على انتشال الحزن من أعماقها… المجد لها تُقيم من حروفها حياة.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

‎ ‎ جزء من سلسلة: ‎ ‎ امرأة تكتب[الجزء السابق] 🠼 امرأة تكتب؛ الورقة الأولى[الجزء التالي] 🠼 امرأة تكتب؛ الورقة الثالثة
ريهام زاهر
‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎