المقال رقم 1 من 4 في سلسلة امرأة تكتب

احذر أمرأة تكتب…
– قليلون جداً من يفهمون حرفها أما هي فلن تخطئ قراءتك… تحاصرك لتبحث عن ملجأ وقد تهرب منك إليك
– تغوص في الصفحات على سطح القمر تبحث عن نور الكتب… تقرأ سطور الحياة
– تعانق السماء… تدخل ممرات القلب وتلتحف الروح
– قلبها جامح، عقلها متمرد راجح… إحساسها دافئ، ستحصى عدد أنفاسك وتعرف درجة تواترك
– ستحب حروفها وتكره تناقضها وستحاول أن تبحث عنها هنا وهناك ولن تجدها
– سيراودك الشك كثيراً هل أنت من يقرأها أم هي من تكتبك
– معها ستحتاج لإتقان اختيار مفرداتك لأنك تتعامل مع امرأة صعب أن تؤثر عليها بكلمات لا تصل إلى إحساسها
– معها ستشك في قدرتك العقلية وثقتك بنفسك ستهتز فأنت مع محقق يستخرج من جوابك سؤال يناقضه فكن صادق حذر
– تلك الـ إلهة ستعيد خلقك من قلم مستقيم وعلى الكون أن ينصت حتى تفرغ
– قَبّل حروف أناملها تقديساً… أنحني لها تبجيلاً
في محرابها تتلو صلوات الأبداع بخشوع تام

معها…
ستسافر لك الحروف وتطوى المسافات
ستكون ضجيج الصمت والبوح والنبضات
ستعزفك المشاعر وستكون إلهاماً لشاعر
فلا تجعلها تترجم كلماتها لآهات
لا تسلها عن حروف سطّرتها
حبرها نزف، روته دماه‍ا
تطّيب الجرح بكلمات كضماد
ليلتئم النزف في حشاها

– ستصاب بالفضول كي تعرف من هي تلك الأنثى خلف السطور
– سيكون علاج مزاجك بقرأة حرفها، فقط جرعة واحدة من كلماتها… ولا إرادياً ستدمنها
– ستجيد اللعب على ذاكرة عقلك
– تحيك عباراتها بمغزل من تكلف… حتى تقيدك به
– هي عاشقة لنفسها قبل أي شيء لذا لن تعرف معنى الحب حتى تعشق
– كل الرجال يحسدون عاشقها حد التمني ولا يعلمون ما تخفى السطور
– لتفهم كيف هي يجب أن تتنفس حروفها !
– توقف عن الشك أنك المقصود دائماً، خيالها لا يقف عندك، لا يقف عند أحد
– ستعصف بك عواطفها حتى تستقر على” القوافي” وتضبط بك رتم نغمات “الأحرف”
– ستبعثرك في “سطر” وتجمعك في “كلمة”
– تربكك في “جملة” وتعيد توازنك في “حرف”… تعبر بك حدود الغيم وتلتقي معك في “نقطة” شعور
– معها ستقرأ الحروف “المنفصلة” بمعاني  “متصلة”
– تصعد بك إلى السماء “بتعبير” وتهوى بك إلى القاع “بفاصله”
– معها ستسافر في ثقب “حرف” لبلاد ولا تمل
– قد يوقعك حظك العثر بين “قوسيها”
– ستبقى عالقاً في “المسافة” بين الممكن منها والمستحيل
– ‏لا تسمح لنفسها أن تُسكن “بالسكون”لا تستسلم “للكسرة”
– “تضم” روحها على نفسها
– وكلّ “شدّة” بعدها “فتحة”.

معها…
– تأكد أنك ستكون حرفاً في مهب شغف
– حلق بلا أجنحة وابحر بلا أشرعة… أترك القيادة للريح
– رغم البحر الشاسع والموج المتلاطم حرفها يصل لمرافئ شعورك بسلام
– أنت تعيش استثناء لحظي نادر، ستشعر أنك على ضفاف نهر عذب
– فك قيدك وأبسط جناح الخجل، حلق بعيداً لتشرب من غيمة فتروي جفاف فكرة
– ليس بوسعك سوى التواطؤ مع كل كلمة لتنتشل بقائك على حافَة الأحلام بين فضاء يكون وآخر يستحيل
– ستكتبك رواية وتعيشك قصة وحتماً حتماً ستختمها لك بأجمل الكلمات بعدما أخرجت كل ما تكتم
– تمطر ثم تمطر حتى تُغرقك ذاك الغرق الجميل
– يُخرسك الاحتواء الذي ينبعث من حديثها فيزهر قلبك في مواسم الذبول
– تعلم كيف تُجرد عالم حروفها من مكنونه، حتى يتوارى مرتعداً خلف خبايا الكلمات
– انصت لقلبك إذا أردت أن تفهم قلمها فستكون أحياناً مضطراً لأن تنتشل كلمات غارقة بين السطور بنكهة البكاء
– ستظل سراً يختفي وراء تلك الأحرف يتمتع الكثيرين بقرأته ولا يعلم الحقيقة سواها
ستقرأ وتقرأ وبعدها ستسأل: لماذا؟! لمن؟!

– ولأنها تكتب تُصبح معتقلة للنصوص، يراقبها أكثر من سجان وجلاد…
يتناوب لحراسة نَصِها أغبياء، إلتوت أعناقهم لأتها ولم تلتو لقلبها وإبداعها
– كن خاشعا، معها لا مكان للهراء ولا الضجيج ولا التهكم، فـ”بإشارة” يمكن أن تهشم غرورك البلوري يا “هذا”
– ستعزف عيوبك مقطوعة على أوتار سطر
– ستُعري حقيقتك من الزَّيف لتأخذ العدالة مجراها
– سطحيتك منبوذة،
لا تتذاكى، لا تتعالى، لا تتصلف،
فحتماً ستكون ضحية تلك الأحرف
– أمامها أنت صعلوك لأنها أذكى مما تظُن،
لن تستطيع أن تبنى لها قفص بأقفال فلطالما كانت يمامة تعشق التغريد، ترفض القيود
وإن لم تجد جناحها، أنبتته لنفسها لكي تطير

معها…
– سينتشي سطرك بنبيذ حرف يُفقد العقل اتزانه وعلى الجمال يعقد قرانه
وكلما كنت أكثر فهماً أصبحت أكثر قرباً
– تجاوز البصر  والبصيرة وعلم اليقين إلى عين اليقين
– لا تخش على قلمك من الضياع، ستكون محبرتك أكثر حناناً ودفئاً و وعياً
– يتدفق حبرها في أوردتك فيشعل نيران العبث في حدائق الهذيان لتُحجم عن أبجديتك وتلتهم نبض بلاغتها
– حياتك أكثر نور وإبداع وطموح فهي مفتاح للأبواب الصعبة
– ستختبر معنى أن يكون العنفوان ممتزجاً برائحة لأفكار عطرة وثورية
– تجد ذاتك التي هجرتها طويلاً وتلتفت لحنين يُمزقك
– ستكون هي المعجزة وستكون أنت أرض الحدث وبينكما شعاع الانفجار
– ستندفع للكتابة عبر الإيماء
وتعبر إلى الإبداع من خلال الإيحاء
– لا يصمد أحد أمام مغريات كلماتها وصخب عاطفتها وكرم عطائها
– ستبقى متعطشاً لجرعات من حب تنفجر من بين أناملها
– ستدرك أن النهار قاتماً والليل قد يبدو مضيئاً وبين الظل والضوء تتأرجح مخيلتك ليستدرجك النور، فلا تتعجب أن نمت بدهشة واستيقظت بدهشتين
– يتجلى النور إن شاءت… تسود العَتَمَة إن أرادت
– ستعذبك كلماتها، ستمعن النظر في حروفها فتشعر أنك فهمتها، تعيد القراءة من جديد فتصمت عاجزاً عن كشف غموضها
– سترى مقدار الضوء والألوان التي سكنت عالمها فكل أسرارها مختبئة في الورق؛
للحرف عطره… للكلمة فستانها… للجملة تقاسيمها… للنص رقصته

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: امرأة تكتب[الجزء التالي] 🠼 امرأة تكتب؛ الورقة الثانية
ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]