انتصف شهر ديسمبر وبدأت الاستعدادات للاحتفالات بتوديع عام واستقبال عام جديد، فبدأ الإعلام يعد لبرامج مناسبة للمناسبة والأسر ترتب لتركيب الزينة ودعوة الأهل للاحتفال معًا والأعمال التجارية لإعداد ما يلزم من بضائع تصلح للهدايا. والكنائس تُعد برامج اعتادت تقديمها في هذه المناسبة. وفكر راعي إحدى الكنائس في إعداد برنامَج بعنوان “ملكوت الله وبره”، وكانت إحدى فقرات البرنامَج فقرةً من اختبارات يقدمها بعض أعضاء الكنيسة تحت هذا العنوان. حل ميعاد الاحتفال بالكنيسة وبدأت فقرة الاختبارات.

قام رجل في حوالي الخمسينيات يحكي اختباره فقال:

تعرضت لعملية جراحية وكنت في حاجة إلى نقل دَم، لكن فصيلتي نادرة وكان من شبه المستحيل أن يعثر الأطباء على فصيلة الدَّم والكمية المطلوبة، لولا عناية الرب، التي رتَّبت صدفةً وجود زائر لأحد المرضى وكانت فصيلته تطابق فصيلتي. شكرت الله على عنايته، وعندما تماثلت للشفاء، طلبت من الأطباء أن أتبرع بدمي لمن هم في حاجة له، لكن الأطباء قالوا إن حالتي الصحية لا تسمح لي بذلك. وهنا قررت أنني سأعمل على التبرع بالدم في أول مرة يكون في استطاعتي الذَّهاب إلى الكنيسة على أن يكون التبرع بصفة دورية وكان أولادي أول من انضم للفريق.

جلس الرجل وصلى الراعي صلاة شكر من أجل عمل الرب، ثم قامت سيدة لتحكي اختبارها فقالت:

هذا العام شغلني الرب أن أبدأ عمل حلقة دراسية للكتاب المقدس في كنيستي، فعرضت الأمر على مجلس الكنيسة وصلى الحاضرون واستحسنوا الفكرة. تم تعيين مسئول عن الدراسة الكتابية وبدأنا العمل بحماس، فقد كان الدارسون أيضًا متشوقين للدراسة. ولكن للأسف! بدأ الاجتماع يضعف والحضور يتناقص، فقرر الفريق المسئول أن يصلي ويتدارس الأمر. بعد أن عقدنا أكثر من اجتماع، استطعنا تحديد أسباب ضعف الاجتماع، فوجدنا إننا نحتاج إلى منهاج روحي مناسب لظروف ثقافتنا وقضايانا واهتماماتنا، ليكون له تأثيره للبناء والنمو، وتوصلنا أيضًا إلى أننا نفتقد مهارات إنجاح برنامَج كهذا. قررنا كمجموعة أن نرفع صلاة للرب لينير طريقنا ويرشدنا لنعمل على إنجاح الحلَقات الدراسية، ثم بدأنا بعمل اتصالات بأشخاص ممن يمكنهم مساعدتنا ولا أستطيع أن أصف مدى سرورنا كخدام درس كتاب، عندما وجدنا معونةً من جهة متخصصة وفَّرت لنا المنهاج الجيد وطرقًا للتدريب. وشيئًا فشيئًا بدأت الحلقة تتسع وتظهر ثمارها العملية في حياة المجموعة ونموها، وهذا هو اختبارنا لهذا العام الذي نشكر الرب عليه من عمق قلوبنا.

وهنا نهض رجل وزوجته يشاركان الكنيسة باختبارهما، فقالا:

لاحظنا في الحي الذي نسكن فيه تزايد عدد العائلات رقيقة الحال القادمة من الريف، للبحث عن فرص عمل في القاهرة. وللأسف شاهدنا أسرًا بكاملها تضطر إلى قَبُول مستويات معيشة متواضعة للغاية وبالطبع، كان الأطفال هم أكثر من يعانون. فكرت زوجتي وأنا كيف يمكننا مساعدة هذه الأسر، فاقترحت زوجتي أن نتواصل مع الجمعيات الأهلية التي يمكن أن تشير علينا بما يمكن عمله. وبالفعل قمنا بهذا وساعدتنا إحدى الجمعيات في ضم الأطفال إلى فصول محو الأمية، كما اشترك بعض الشباب والشابات في مجموعات للتأهيل المهني. فكرت زوجتي في عمل لقاءات مع سيدات هذه العائلات لعمل توعية أسرية، لكن ما يشغلنا حتى الآن هو كيفية الوصول لسكان الحي الذين يسيئون أحيانًا معاملة هذه الفئات، بل قد يستغلون حاجتهم في بعض الأحيان. لذا نطلب منكم الصلاة حتى يعطينا الرب حكمةً وأبوابًا مفتوحة للقيام بهذا الأمر.

اختبارات لم تحدث!!

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

فنيس بولس
[ + مقالات ]