‏تنهيدة…
تنهيدة ‏معك حيث تذهب،
في الهواء العابر، في النار التي أُضرمت لحزنكَ، في دمكٙ
وفي طفلك المؤجل!
نكتب عهداً جديداً
أنت ُ و أنا التي تخصه.

تنهيدة…
خذني معكَ تحت المطر،
أكثر الأشياء خصوصية أن نبتل معًا!
نرى أخطاءنا تبكي
وتذوب كل فكرةٍ لا تكون أنا،
ثم تسيل دمعةً من على كتفكَ

تنهيدة..
لم أصل لهذه المرحلة من السباق
مضمار جديد يتسلل إلىّٙ فيه رجلٌ على هيئة إله
أرتجي الغيوم أن تحمل إليه بعض عطري
نحو أنفه الذي يُفلسف الرياحين
ثم تعود بأنفاسه دونما قارورة
كلانا نعرف كيف نستفز العبير!
‏ثم يحين وقت الضباب
وهو رجل مكلفٌ بمهمة “الجمر”
أي ورطةٍ هذه؟
أنا أتماهى في الغمامِ
وأتساءل: ‏كم لبث شعوري مُعتق،
لأقرر أنه أخيراً آن لكَ أن تصبَّ خَمركَ وعطركَ

‏‎‏تنهيدة…
والحياة أنت…
والموت إن لم يكن من بعدك
سيكون حتما بك أنت
كم سيستطيع نبضي الصمود
والتصلب أمام رهبة حضورك
وكم سيمكث نبضي خافتاً
أمام صراخ نبضك
ماذا لو وضعنا حداً لكبريائنا
وامتزجنا باعتراف
يوحّدنا أنا وأنت؟!‎

تنهيدة…
و‏‎صوتك الذي بعمقه يتّصف
يجعل أصغر مساماتي ترتجف
أنت هنا….
قيد إحساس وحرف
أخالك في عناق مختلف
نحن معاً ولسنا معاً!
كم هو مربك حضورك
كيف أبتلع لهفتي كيف؟
ماذا لو
انفلتت مني آه ثملة
أو انزلقت ‎”أحبك” على ثغري من الرهبة

تنهيدة…
وكأنك من سلالة العشق العتيق
أتيت لتكمل مسيرة قَيس
أو ربما يراني له بلقِيس
أما عن قلبي
فقد تغلب على نساء العالمين
وهام في عشقه كالمجانين

تنهيدة…
وكأن رجال الكون في حضوره
خيالات، وحده يجعل خافقي
ثائر لا يهدأ بوجوده ولا يستكين!

تنهيدة …
‏لك أن تعانقَ في مسماي الحقيقةَ
فكرةَ الوطنِ الجميلِ
هشاشةَ المنفى
وقصةَ من تنادوا للخلودِ
وعانقوا أبديةً مُثلى وغابوا…
لكَ أن ترافقني
لنهبطَ أرضَ شقاوتنا
بشوقٍ زاهدٍ في جنةٍ لم تتسع للحبِ
حين نوى غوايتنا… وتابْ

تنهيدة…
‏ها أنت تُكملني…
تَجوَّلْ فيَّ ما شاءَ اشتهاؤكَ للقرابينِ التي لا تأكلُُ النيرانُ خضرَتها
وعانق فطرتي الأنثى
وصالحني على نفسي
‏أنا لكَ
للمواعيدِ المؤجلةِ القريبةِ للبقايا من جنونِ الأمسِ
لمواقيت البشارةِ
وهي تحملُ ريحَ صوتكَ
حينَ يغمرُ ضوؤهُ مدنَ انتظاريَ
كن نديمي في احتساءِ الوقتِ
كن لغتي إذا عزَّ الجوابُ
وضيعتني هذه المدنُ الغريبةُ
من أنا في كل هذا التيهِ؟
لا أدري، ولكني أرى قمراً
على أفقي يسيرُ

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]