تلك المرأة…
-تلك المرأة التي تُفشّل الجسد لتنتصر بالروح…
تبتسم من خلف الستار،
وجهها لا يعتلى مسرح الوجه أو خشبة المتوقّع.

-‏تلك المرأة التي ألقت عن عنقها اللآلئ حين واجهت ما هو أشهى وأغلى فكراً
ثريّة جداً تلك المرأة التي مجوهراتها “فكرة”.

-‏تلك المرأة ليست من النساء اللواتي يلقين شالاّ للزينة على أكتافهن قبل أن يتبخترن ويمشين،
تلك امرأة كانت تلبس سلاسل جبال على كتفيها وتمشي.

-تلك المرأة التي تستدعى بحضورها الجمال الذي بداخلك
فيظهر لك من جمال روحك ما لم تعرفه من قبل.

-تلك المرأة التي تعبر دهاليز الوحدة دون انهزام
لن يقوى على هزيمتها شيء…
‏تلك المرأة التي لا تقبل الجمود
حتى حين تبدو لك جامدة، تكون في خفية عنك متحركة،
فهي كالبركان الذي يتقد. ثم لا يلبث يوماً أن ينفجر.

-تلك المرأة التي تستقر بداخلها أنثى غامضة،
في وضوحها يستحيل عليك التأمل والتنبؤ بما في داخلها… في أعماقها
وأن تختلس أبعاد نظرتها ومستوياتها؛ كن كتلميذ مهذب،
كي لا تثير بحورها وتفقد ذاتك في متاهات روحها

-تلك المرأة التي أنبتها التاريخ
وحفرها التراث على جدران المدن
فقلبها حضارة عريقة وجمالها كالنهر…

-تلك المرأة الحرة
التي لا تحتاج شهادة شرف من أحد

-تلك المرأة التي تحتل البرواز وتحيل النساء إلى ألبوم سابق في مهب الأرشيف

-محرابها موصود أمام وجوه العابثين، وقورة حد التصوف
تلك امرأة العمق والارتفاع
لا مكان لها إلا بعلو السماء

-‏تلك المرأة التي تنجو بقلبها وتعود متزنة من جديد.
تخفي ما حل بها من دمار بشالٍ من الفتنة المذابة.
هو الكبرياء
حين تغدو الضمادة أبعد من الشفاء.

-تلك المرأة ‏لم تُخلق لانتظار المركب.
القبطان دوماً يعود إليها من لُجج بحاره،
بعد أن يغرقَ الحوريات كلها،
إلى الشاطئ حيث “هى”…
فلرمالها العصيّة أكثر من موجة.

-هي امرأة “الشهيق”
تلك المرأة التي تنحاز انحيازاً كاملاً إليه،
حتى لو كلفتها “الزفرة” عمراً
هي الرابحة دوماً بمسابقة النفس الطويل!

-تلك المرأة كثيرة خيوطها
كلها واهنة، متشابهة ومتشابكة
لتشدها… يجب أن يكون حدسك يقيناً
هناك خيط واحد مرتبط بها…
حبلها السرى المؤدي مباشرةً إلى عقلها!

-‏تلك المرأة التي تلبس الصًمت حشمة عن صغار العقول…
وتسرج الحرف حكمة لصاحب الفهم

-تلك المرأة التي تنفرد بشخصيتها بعيداً عن البشر، وتدعهم يختلفون عليها، كاختلافهم على ماهية الإله

-تلك المرأة متفردة
كأثمن لوحة عرفتها التاريخ
كمعجزة لا يملكها أحد
كأخر امرأة على وجه الأرض

-تلك المرأة الثقيلة كصخرة على صدرك… فلا تتنفس معها
الخفيفة كزهرة قطن في مهب الريح… فلا تطال أمساكها

-تلك المرأة التي ‏أمامهم تمشي
والفخر يتلألأ في عينيها التي تُعشق
ثم تقف لبُرهة… لتُسكت ضجيجهم

– تلك المرأة ‏قليلها دائم
وكثيرها، يتزاحم حتى يفيض

-تلك المرأة أتت من رحم الألم…
تعزف على مقابر النسيان لحن الفرح،
وتتعمد بماء الأمل
تلك هي امرأة الحياة

-‏صائبة جدًا، ثاقبة
رجاحة عقلٍ في امرأة لم يعد لها أشباه
لا منافسون في ساحتها
السِهام في يدها تصيب بها الرجالِ في مقتل… فيتساقطون أطفالاً

-‏احتاجت أن تكون دامية، فملئت نفسها بالشظايا
وأرادت أن تقسو، فتعلّقت غصناً شائكاً
وكلما أمطروا عليها وروداً رفعت مظلتها
صلبة… لا يقدرون معها على شيء

-ملهمة كقهوة ميزان الفكر،
حين فكرة و نشوة.
وكيف سيكون السطر أن عانقته عبقرية التعبير وبديعة الذائقة؟!

-‏تلك المرأة التي تدور وتحلق
تقول كل شيء ولا تقول شيئاً
فقط تطوع الفراغات
ولا تلتهم سوى شوقاً يحضن قلبها…

-كالماء، لا تستطيع إمساكها
وإن سكبتها لا تعود …
في رشفها ري
في غمرها أصل لكل ما هو حي

-تلك المرأة الملونة
التي اقتنعت أن الأسود يليق بها
التي ترفض كل محاولة لإعادة تصويب الألوان بردائها.
الملونة… التي لونت نفسها بالأسود فقط

-تلك المرأة التي تُزهر من العدم
ولا يُستباح قطفها

-‏من دواعي جمال تلك المرأة
هو ذلك الجزء الناعم كأطراف الورقة الحادة
الجزء الذي يكسر فيك كل نظرياتك القديمة
ويهبك جمالاً ستكتشفه مع الوقت
ثم يعيد الحياة للأشياء التي كانت على وشك أن تموت.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]