عصابات المافيا موضوع مثير لمؤلِّفي أدب الروايات والأعمال الفنية فهو عالم ملئ بالأسرار والغرائب والمغامرات وربما أيضًا ملئ بالمتناقضات.

هذا ما تناوله أحد المؤلفين في شكل جديد لرواية من روايات المافيا، عندما قصد المؤلف أن يحلِّل شخصيات تتكوَّن منها إحدى عصابات المافيا التي تعمل بأعمال التجارة والمال وتتميز بمستوى راقٍ في المعاملات والسلوكيات، بل وتضم من بين أفرادها شابًا مثقفًا يستوعب ظروف مجتمعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وله توجهات تدعم حقوق الإنسان وتناهض النظام العولمي الذي يزيد الأغنياء غنىً ويزيد الفقراء فقرًا،

لكن ظروف تربيته دعته إلى الميل للعنف –هذا غير ما يحمله رئيس المجموعة من محبة واحترام لمجموعته وهم بدورهم يفعلون نفس الشيئ.

فأين عمل العصابات هنا؟

يبدأ هذا النشاط عندما يظهر شخص لا يريح الجماعة، أو يمثِّل خطرًا على مصالحها، أو يتعرَّض لها بضرر ما، وهنا يتم قتله أو إيذائه بمنتهى الهدوء والرصانة، بل وقد يبدون أسفهم أيضًا على ما أصاب ذلك الشخص.

هذا غير المبادئ اﻷخلاقية التي يضعونها لضبط أعمالهم الإجرامية من عدم المساس بالأطفال والنساء والعجزة. الخ

إنها صورة تستدعي إلى الذهن مباشرةً أن البشر قد يتمتعون بسلوكيات طيبة لكنهم يحتاجون إلى تغيير داخلي،

لكن السؤال الأخطر الذي يجب الانتباه له هل الاكتفاء بالتغيير الداخلي وإقامة علاقة روحية بالمخلِّص والفادي يُغني عن الالتفات بشكل واضح ومقصود لمراعاة المبادئ والأخلاقيات والسلوكيات التي يراها البعض (عالمية) أي غير روحية؟ أم أنها شهادة لملكوت الله ومحبته وعمله الخلاصي لكل الأمم؟ أم أن العلاقة حتمية بين التغيير الداخلي والسلوك الخارجي كما قال يسوع ينبغي أن تفعلوا هذه ولا تتركوا تلك؟!

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

فنيس بولس
[ + مقالات ]