نكتب لنشعر أننا أحياء في هذه الدنيا…
ففي القلب موت إذا لم نسكبه فوق الأوراق قتلنا…

نكتب كي نرشد القلوب… لحبٍ دفين… لوجعٍ عميق…
الكلمات تسكب أرواحنا…

نكتب لأن الأوراق تنادي أقلامها…

نكتب فالحبر كالعطر… وإلى أزمنة أخرى يعيدنا
فهذا العاشق وتلك العاشقة تائهين…
نكتب لهم… من يدرى فقد يلتقيا!

نكتب فتعاد لنا كتب الحنين من أول أسطرها

نكتب… فالذكريات تحمل مناديل نجفف بها أدمعنا

نكتب… ونكتب ونكتب…
لكي نكون أحياء مع كل هذا الموت…
فلا تسخروا منا… إنها حكايات أملٍ وألمٍ…
حكايات بدون صوت.

نكتب لأن الكتابة تخلق لنا أجنحة
نحلق بها عاليًا لعلنا نتوه ولا نرجع

نكتب لنفرغ ما أهدرناه في زوابع صمتنا

نكتب كي لا ترتكب الحماقات وعنها نترفع

نكتب لكل ما نراه ساميًا وإن حطه الآخرون

نكتب لننسى ما بين الكلمات، ليبقى المفقود هو المقصود

نكتب ونحن على يقين أن ما نكتبه كاف ونون

نكتب لنتقاسم بعض أحلامنا وهزائمنا الصغيرة

نكتب ليس لأن تجاربنا جديدة
بل لأننا محصناها وفهمناها
ولأن لغيرنا علينا حق حفظها لعله يقرأ
فلا يتكبد عناء التجربة المريرة

نكتب لأن الحروف أوفى من البشر وأقيم

نكتب لأن الحزن تمكن منا

نكتب وما تخفي صدورنا أعظم

ونكتب لأننا حين نتحدث نخسر

نكتب لما هو أهم من الجدال

أو العبث والعراك مع الأطفال

نكتب سطور الأوجاع
لكنكم تسمونها إبداع

نكتب لنفصح… نكتب لنصفح عن نفوسنا وما بها

نكتب لأنه لا أحد يقوى على كتابة دمار يسكن أرواحنا

لهذا نكتب ونسحب الحروف من مضجع أثامها

نكتب لنرتب دواخلنا ليطفوا على سطح حياتنا ما هو أهم وأجدر بالبقاء

نكتب بحثًا عن تعاريج وزوايا النقاء

نكتب كي لا نموت صمتًا
كي نجد للحن الألم عزفًا
كي نهدي قلوبنا حياة أشبه بالحياة

نكتب حين يبلغ العذاب منتهاه

نكتب… لا تنخدعوا في بعض الأبيات بالبوح
فغالبا كل ما نكتبه خيالي

نكتب الفرح والقلب يمزقه الجرح
ونكتب حزن مرات لكننا لا نبالي

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]