لماذا ارتدى البابا لاون ملابسه الطقسية في الصلاة مع البطريرك برتلماوس في الكاتدرائية الأرثوذكسية؟
يمكن النظر إلى ذلك على أنّه خطوة ذات دلالة كبيرة فعلًا. دخول البابا لاوُن الرابع عشر كاتدرائية البطريركية المسكونية مرتديًا ثيابًا ليتورجية لا ثوب البابا الأبيض البسيط، فالمعنى قد يكون متعدّد الطبقات:
هو حاضرٌ للصلاة لا لمجرّد مجاملة بروتوكولية. فاللباس يحدّد الطابع: الثياب الليتورجية تعني مشاركةً في فعل عبادي؛ أمّا الثوب الأبيض وحده فيوحي بزيارة أخوية رسمية. اختيار الملابس الطقسيّة يعلن: هذا لقاء صلاة أمام الله، لا زيارة مجاملة.
خطوة نحو وحدةٍ مرئية في روح الصلاة من دون الإيحاء بوجود شركة إفخارستية. توصي التوجيهات المسكونية الكاثوليكية بالصلاة المشتركة مع الكنائس الأخرى تعبيرًا حقيقيًا، وإن كان محدودًا، عن الوحدة. الظهور بلباس ليتورجي في خدمة غير إفخارستية يحقّق ذلك: أكثر من رمز، وأقلّ من اشتراك إفخارستيّ.
احترامٌ للمكان المقدّس والخدمة الأرثوذكسية. في الاحتفالات المختلطة يُعدّ ارتداء ثياب رسمية/جوقية علامة توقير للطقس وبيت الله، مع تجنّب أي التباس في الرئاسة على الليتورجيا الإلهية التي لا تزل غير مشتركة بين الكنيستين.
إقرارٌ بالطابع الرسوليّ من غير تمييعٍ للفوارق. في الفنار، يعلن اللباس أنّ أسقف روما حاضرٌ أسقفًا خليفة لبطرس بين الأساقفة، مكرّمًا خدمة البطريرك خليفة أندراوس في كاتدرائيته. هذا ثقيل الوزن تاريخيًّا، ولا سيّما على خلفية مشاركات بابوية سابقة في صلوات الفنار من دون صلاة إفخارستيّة.
تعليمٌ بالإيماءة. تُعلّم وثائق الجانبين أنّ الصلاة المشتركة تقدّمًا فعليًّا نحو الوحدة. الدخول بلباس ليتورجي يجعل هذا التعليم مرئيًّا للمؤمنين من الطرفين -«خطوة نحو الوحدة»- مع الحرص على ألّا يوحي بما لم يتحقّق بعد في المسائل الإكليزيولوجية.
ارتداء الثياب الليتورجية في كاتدرائية البطريركية يؤطّر اللقاء داخل عبادة وليس حركة دبلوماسية؛ يؤدّي الكرامة الرسولية للطرف المُضيف؛ ويجسّد نوع الصلاة المشتركة التي تُسهم في المصالحة، من غير طمسٍ للأسئلة اللاهوتية المفتوحة.
صدر للكاتب:
كتاب نقدي: اللاهوت السياسي، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: لاهوت التحرير، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب البابا فرانسيس: أسرار الكنيسة ومواهب الروح القدس