لا تأخذهم بجدية حتى لا تمنحهم احترامًا لا يستحقونه، اسخر منهم وسيسقطون وحدهم.

(ألبير قصيري، رواية “العنف والسخرية”)

الأسقف "سيدهم الجليل" الذي كان قد توافق مع الشيخ السلفي  [وهو متعصب، كاره للمسيحية عمومًا، وللأقباط خصوصًا] في لجنة كتابة الدستور 2014م، ودافع عنهم باستماتة وأعتبرهم "فصيل وطني"!! وكأنهم زُنَماءُ تلاقوا على جثة هذا الوطن!! كما صرح أيضا منذ أيام بأن نيافته "يشعر براحة في السيد البدوي" (في ظني ليس لأسباب روحانية، لكن ربما حبا في "الفتة" و"الحمص")!!!، ولكنه وفي نفس الوقت -يا للعجب- يرفض الكاثوليك وال، وينتقد "أخيه الأسقف" الذي شارك معهم في اجتماع، وتشاركوا فيه بما أسموه "كسر الخبز"، ويرى أن سؤاله عن هذه الفعلة الشنعاء "توريطة"، فهو لا يمكن أن يفعل ذلك أبدا إذا كان حاضرا!

أنبا بولا وياسر برهاميأعتقد أنه لا يمكن لعاقل أن يتهمنا أننا ضد هذا النوع من الخطاب المتسامح مع الأديان الأخرى، فأننا لا نكتب أصلا إلا لإعلاء روح التسامح والعدل والمحبة والإخاء بين جميع البشر دون النظر إلى جنس أو عرق أو دين أو لون!
فما هو وجه اعتراضنا إذن؟!

قد يفهم البعض -لا يجانبنا الصواب- إذا فهمنا أن سيدهم هذا متسامح مع الدين المخالف ولكنه متشنج داخل ديانته!
وهي عادة أصيلة في الأصوليات الدينية عمومًا، حيث تجد المسلم السني ربما يتقبل -نسبيًا- المسيحي (مخالف الديانة)، ولكنه أكثر تشنجًا ضد الشيعة فهم كما يعلمهم شيوخ السلفيين (أخطر من اليهود.. والعياذ بالله). وأيضا مع البهائيين!
وهي حالة ريما سيكولوجية عند كل الأصوليين، وربما تكون لصيقة بالعقل الديني الأصولي! ولكن ومن وجهة نظري الأمر هنا ليس كذلك بالضبط، بل هو أكثر تعقيدًا، فالأصولي لا يعرف المحبة ولا التسامح عمومًا -رغم أنها قيم ومفاهيم مسيحية أصيلة-

وفي حالة نيافة الأسقف “سلفي الهوى” هذا، فهو وبكل بساطة رجل دين، يلعب بالبيضة والحجر، ويعمل مناورات سياسية “مفقوسة”، ولكنه يظن في نفسه أنه “أذكى إخواته”، و”جاب الديب من ديله”، بهذه الحركات “الأونطة”، هذا كل ما في الأمر ليس أكثر ولا أقل!
فنيافة “أسقف الموالد” هذا، مازوخي وذمي ذليل، يقدم فروض الولاء و الطاعة للطائفة الأكبر والأكثر عددًا، لعله يأخذ منهم بعض المكاسب التي يظن أنها تخدم طائفته (أو بالأحرى تخدم وتدعم سلطته في السيطرة على طائفته).
ولكنه يظهر ما بداخل قلبه  -كأصولي- عندما يتعامل مع من هم أقل منه عددا!
باختصار إنني أرى هذا السلوك البغيض اِسْتِئْسادٌ طائفي بغيض على الطائفة الأقل عددا، ومازوخية وذمية مع الأكثر عددًا والأقوى سياسيًا!

هذه مجرد لقطة واحدة فقط من “محاسن” و”مفاخر” سيدهم “حمص وحلاوة”، فهو بالطبع لم يكتف بذلك، بل له من المناقب والفضائل التي تذخر بها خدمته في مِلَفّ الزواج والطلاق، ورأيه في المرأة، والإعجاز العلمي في الكتب المقدسة!

فهو من أعلام القبط المعاصرين !
ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!..ولنا الله

العَلمانية هي الحل!
أو هي –على الأقل- جزء كبير من الحل!!

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

باهر عادل
[ + مقالات ]

صدر للكاتب:
مجموعة قصصية بعنوان: "تحوّل"، ٢٠١٩
كتاب: "اﻷقباط والحداثة"، ٢٠٢٢