في عبارة قديمة مهمة تقول:  “الكلمة ممكن تقتل!” النهاردة، الكلمة مش بس بقت ممكن تقتل، لأ، دي ممكن تولّع بلد.
واللي بيحرك الكلمة مش دايمًا إنسان، لكن ذكاء اصطناعي بيقرر يختار لك تشوف إيه وتصدق إيه.
والمصيبة إن الخوارزمية دي بتتعلم من سلوك البشر، فتتعصب زيهم وتكره زيهم.

الذكاء الاصطناعي النهاردة بقى يعرفك أكتر من نفسك. لو لاحظ إنك متفاعل مع محتوى ديني متشدد، هيغرقك في فيديوهات تشبهه.
ولو لقاك بتحب خطاب التسامح، هيغذيك بالهدوء. يعني الآلة مش محايدة زي ما بيقولوا، هي بتتعلم من الناس… وبتعيد إنتاج أخطائهم. وبدل ما تجمع المختلفين، بتفصلهم أكتر.

القانون المصري واضح وصارم في النقطة دي. المادة (98) من قانون العقوبات بتقول إن كل من استغل الدين في الترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو ازدراء أحد الأديان السماوية يُعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات.

والمادة (53) من الدستور المصري نصّت على المساواة بين المواطنين، ومنعت أي شكل من أشكال التمييز بسبب الدين أو العقيدة.

يعني ببساطة، التحريض على الكراهية الدينية مش حرية رأي، ده اعتداء على مبدأ المواطنة ذاته.

لكن العدل مازال له وجه تاني. نفس الذكاء الاصطناعي اللي ممكن يصنع فتنة، يقدر يحمي الناس منها لو أتبرمج صح.
ممكن يراقب المحتوى العام، يكتشف التحريض قبل ما ينتشر، ويفرّق بين النقد الفكري والإساءة المتعمدة.
وممكن يستخدم لتحليل الخطاب الإعلامي والديني علشان نعرف فين بذر الكراهية وفين بداية التطرف.

المسؤولية هنا مش بس على الدولة، لكن على اللي بيصمم الآلة واللي بيستخدمها.

الذكاء الاصطناعي ماعندوش ضمير، لكنه ممكن يشتغل لصالح الضمير الإنساني لو اتربى عليه من البداية.

وعلشان كده لازم يبقى فيه تشريع مصري واضح ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى الديني، يمنع التلاعب بالعقائد، ويحمي المجتمع من “التحريض الرقمي” اللي بيزرع الفتنة باسم الا.

الخلاصة: الذكاء الاصطناعي مش شيطان ولا ملاك، هو مجرد مرآة بتعكس اللي جوانا. لو جوانا تعصب، هينشره. ولو جوانا إنسانية، هيكبرها. والحقيقة اللي لازم نعترف بيها إن معركتنا مش مع التكنولوجيا… معركتنا الحقيقية مع أنفسنا.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي 0 حسب تقييمات 0 من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

سعيد فايز
رئيس لجنة حقوق الإنسان في    [ + مقالات ]
‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎