أكثر لَغَط شائع حول ال هو مفهوم “عصمة البابا”.

ناس كتير سامعة عنه على شكل حواديت وقصص أسطورية، والغريب إن بعض الأصوات اللي بتعيد الكلام ده جاية من شخصيات قيادية داخل المسيحيّة نفسها.

خلينا نوضّح الموضوع ببساطة وبدقة:

١. المعنى الأساسي

عصمة البابا “لا تعني” إنه معصوم من الخطأ في حياته الشخصية ولا حتّى في كلمة بيقولها أو بيكتبها. بالعكس وكل بابا له مستشار لاهوتيّ متخصص، بيراجع وراه كتاباته!

معنى “عصمة البابا”: إنه في “ظروف محددة جدًا، لما يعلن حكم عقيدي رسمي بصفته خليفة بطرس ورأس ال، الإعلان ده معصوم من الخطأ في مسائل محدّدة هي “الإيمان والأخلاق”. بمعنى إنه لما يكون وقت إعلان رسمي (نقدر نقول تحديد وتثبيت) لصياغة عقيديّة مش لشرح أو لعظة إلى آخره.

٢. الشروط (حسب المجمع الڤاتيكاني الأوّل)

لازم يتوفر الإعلان داخل هذه الشروط:

  • بصفته الراعي والمعلم الأعلى لجميع المسيحيين.
  • يعلن عقيدة تخص الإيمان أو الأخلاق.
  • يقصد إعلانها بشكل “نهائي وملزِم” للكنيسة كلها.

٣. الأساس الكتابي واللاهوتي

الكاثوليك بيستندوا لكلام المسيح لبطرس:

  • أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها [1].
  • قد صلّيتُ لأجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك [2].

الفكرة: تؤمن الكنيسة بأنّ الروح القدس بيحفظ الكنيسة من الضلال العقيدي، والبابا بالطبع بصفته خليفة بطرس له دور أساسي في الحراسة دي. بمعني إن حماية الإيمان هي هدفها الشعب كله وليس البابا من أجل البابا.

٤. التطبيق العملي

موضوع عصمة البابا ده نادر جدًا ما استُعملت بشكلٍ رسمي ex cathedra (“من الكرسي الرسولي”) غير مرّتين فقط في التاريخ.

أشهر مثالين: إعلان عقيدة (١٨٥٤)، ودي مش معناها إن مريم العذراد ماتولدتش من أبوين بطريقة زي البشر، بالمناسبة. والثانية هي إعلان عقيدة انتقال مريم للسماء بالنفس والجسد (١٩٥٠).

٥. المجمع الفاتيكاني الثاني

(نور الأمم، فقرة ٢٥) وضّح إن عصمة البابا مرتبطة أيضًا بعصمة الأساقفة وهم متحدين معاه. يعني البابا مش منفصل عن جماعة الكنيسة، وأساقفتها في حماية إيمان الكنيسة، لكنه في شركة معاها.

عصمة البابا مش معناها إن شخصه معصوم من الخطأ في كل شيء. ولا إن تعاليمه معصومة أو قراراته! العقيدة هي الإيمان بأن الله يقدّم حماية إلهية خاصة بتضمن إن أي إعلان رسمي ونهائي بخصوص الإيمان أو الأخلاق يعلنه كخليفة بطرس، يفضل خالي من الخطأ.

هي إذًا عصمة محدودة، دقيقة، ومرتبطة بخدمة الكنيسة كلها، مش أسطورة ولا مطلقة.

‎ ‎ هوامش ومصادر: ‎ ‎
  1. إنجيل متى ١٦: ١٨ [🡁]
  2. إنجيل لوقا ٢٢: ٣٢ [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي 1 حسب تقييمات 1 من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

چون جبرائيل الدومنيكي
راهب في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان   [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب نقدي: ، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: ، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب ال: ومواهب الروح القدس

‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎