- عن لا مؤاخذة الليبراليين
- مش زي ما احنا فاكرين
- آلام المحافظين!
- أنا أعظم المتواضعين
- عقلك البطيء
- الحضن..
- ☑ الحوصلة
والحوصلة، يا رعاك الله، هي الخلاصة. والكلمة أحببتها و تعلمتها من د. إيهاب الخراط الذي كان يقدم “الحوصلة”، وهي فقرة كان يقدم فيها تعليقاته الممتعة في نهاية برنامج جسور الذي قدمه على سات-٧. وها هي حوصلة ما طرحته من أفكار في المقالات السابقة حول الليبرالية والليبراليين:
1. ليس هناك ليبرالي في المطلق أو محافظ على طول الخط. لو كانت الليبرالية هي أقصي اليسار والمحافظة هي أقصى اليمين، فجميعنا على هذا الخط قد نكون محافظين لمن هم على يسارنا وليبراليين لمن على يميننا. وهناك من هم محافظون لاهوتيًا ومنفتحين اجتماعيًا أو سياسيًا. إن أعظم العقول الكتابية واللاهوتية كانت مزيجًا من انفتاح الليبرالية وأصالة المحافظة. وفي شرقنا التعيس، مجرد محاولتك التفكير وطرح الأسئلة ستقود البعض لتصنيفك ليبراليًا، بغض النظر عن إيمانك. المهم، عندما يصف أحدهم هذا أو ذاك بالليبرالية، حاول أن تسأل نفسك أو تسأله إن استطعت، وكان هو فاهمًا لما يقول، عما يعنيه بقوله.
2. الاتهامات والإهانات لا تعني صدق وإخلاص مطلقها، أو صحة موقفه. غالبًا العكس تمامًا! تذكر، داعش كانت ترى في القاعدة نموذجًا متسيبًا، والقاعدة كانت ترى أن الإخوان ليبراليين! عندما يتم فتح باب التخوين والتشكيك في العقيدة والإيمان، ثق أن الاتهامات ستطال الكل وأننا سنتحول لمجتمع لا هم له إلا بتكفير وتسفيه أحدنا للآخر.
3. البشر أعقد وأهم من أن نختزلهم في تصنيف. والمواقف أهم من كلمات وصراعات السوشيال ميديا الجوفاء. حاول أن ترى من المنشغل بقضايا فارغة، ومن يهتم بفهم نفسه والآخر وفتح منافذ للتواصل مع المجتمع. من يدافع عن المهمشين والمظلومين ويحاول أن يفهم كلمة الله وفكر الملكوت في هذا الضوء، ومن الذي يجلس في قوقعته متغافلاً عن احتياجات الناس وأسئلتهم وتحدياتهم الأخلاقية والإيمانية، موزعًا الاتهامات على من يشاركون الناس حيرتهم ووجعهم وصعوبة أسئلتهم.
4. التواضع الحقيقي المخلص للإيمان وللكلمة لا يتفق مع رداءة السلوك والقول الذي يتهم الناس في إيمانهم وفكرهم بسبب جهل أو حقد أو مزيج من كليهما.
5. عقولنا مصممة لتصدر أحكامًا سريعة ولتنبنى مواقف دون تحليل. والوضع يصبح كارثيًا عندما نتعرض لكم من الأكاذيب والمعلومات المجتزأة والمتكلمين الذين يظنون أو يحاولون إقناعنا أنهم العارفين الفاهمين. شغل عقلك النقدي، عقلك البطيء، حاول أن تسأل نفسك إن كان هناك ولو احتمال ضئيل بأن عكس ما تسمعه هو الصحيح. تعرف على جوانب الصورة قبل أن تتسرع في الحكم وتشارك في نشر جهل وأكاذيب.
6. نحن مخلوقين لنتواصل، لنستمع بعضنا لبعض. إن محاولات الانفصال أحدنا عن الآخر والدخول في صراعات فارغة تدل على مدى بعدنا عن الهدف الذي خلقنا من أجله، وتدل على فقر في الروح والفكر. كلما نضج الإنسان كان أقل تشددًا وأكثر اهتمامًا بمعنى إيمانه لا بمجرد إثبات صحة أفكاره ومواقفه.
7. كلنا في رحلة لمعرفة أنفسنا ومحاولة معرفة الحق. وسنظل نتعلم ونتغير ما دمنا على قيد الحياة. لا تصدق من يحاول أن يوهمك أنه امتلك الحق، ولا تنخدع بتقوى أو تواضع زائف. الحق يحتوينا ولا يمكن للمحدود أن يحتوي ويفهم الغير محدود. في الرحلة، كلما تثبّتَ من موقفك كانت لديك القوة والثقة أن تقترب من الآخر وتحتضنه وتغتني بهذه الخبرة.
في كاتب ومتحدث ممتع اسمه سيمون أوليڤر سينك، وله كتاب بسيط وجميل اسمه Together is Better
[سويًا أفضل
] يجمع بعض الأقوال المحفزة. في واحدة منهم بيقول [1]:
عندما نغلق عقولنا على أفكارنا، فأن كل ما نسمعه يبدو كنقد. وعندما نكون متقبلين للنقد، فإن ما نسمعه سيكون نصيحة.(سيمون أوليڤر سينك، سويًا أفضل)
أنا لا أدعي صحة موقفي ولم أقصد النقد، وإنما تقديم نصيحة لمواجهة حالة محزنة من صراع محبط ومؤذي. وأنا أعرف وأعترف أنني بحاجة إلى النصيحة قدر رغبتي في أن يستمع الناس إليها.