خليكي كدة لفِّي حواليكي..
ماتبطليش دوران في متاهاتك اللي مش بتنتهي..
ماتشوفيش غيرك! ولو فكَّرتي تشوفي غيرك يبقي تشوفيكي فيهم كأنهم مرايات بتعكس رغباتك ونزواتك وأهوائك وحتي احتياجاتك وكل اللي تعوزيه..
خليكي لفِّي حوالين نفسك يا نفسي..
ماتسمعيش غير ليكي ولمشورتك ورأيِك حتي لو رأيِك ومشورتك سقيكي المُر وبيطعمك الهوان..
ولو سمعتي لحد غيرك، فممكن تسدِّي ودانك او أقولك افتحيهم واسمعي، بس اسمعي من هنا وخرَّجِي اللي سمعتيه من الناحية الثانية..
أو أقولك استنصحي يانفسي وتمادي في خداعك لنفسك وخداع سامعيكي، وخدي اللي يغذِّي لفِّك ودورانك حواليكي، واطرحي ورا ضهرك أي مشورة تحاول ولو محاولة بسيطة تخرَّجِك بره دواير ذاتك ومتاهاتها..
خليكي لفِّي ودوري حواليكي..
ماتسعيش ناحية حد ولا لحد..
اسعي لمصلحتك وراحتك وطموحك، وحتى لو ساعيتي لمصلحة حد اتاكدي الأول إنك هاتمصلحي من ورا المصلحة مصلحة.. أكيد فاهمة!
يا نفسي خليكي في ظنونك الخدَّاعة عن نفسك وعن الناس وعن الله، مهما أثبتتلك الأيام والمواقف كذب ظنونك وأوهامها..
خليكي يانفسي اتكلِّمي مع الناس وأنت جواكي بتكلِّمي نفسك..
واسمعيهم وأنت مش بتسمعي غير نفسك..
وشوفيهم وعنيكي مش بتشوف غير نفسك..
واسعي ناحية اللي بيحبوكي كأنك فعلًا بتشاركيهم بساطة محبتهم وأنت بتغذِّي ذاتك وتمصي دم حياتهم بأنانيتك..
لكن خليني انبِّهك يا نفسي لأنك نفسي عشان أبقى قلتلك كل حاجة بخصوص طريق اللف والدوران وخداعك لنفسك..
ماتشتكيش بعد كدة لما ما تلاقيش وقت وجعك الحقيقي ودان تُصغي وتسمع لأنينك!
أو عنين من اللي كانت بتحنْ وترِقْ لما في ضعفك تلاقيكي منطرحة!
أو إيدين قوية مليانة بالحنية تطبطب وقت ما تكوني محتاجة طبطبة وسندة وقت انحنائك تسندك!
وماتزعليش وقت لما تلاقي نفسك وحدك في بيت من برة مزخرف وشكله حلو، لكن جواه ضلمة حالكة كالسجن عليكي وحدك منفردة بذاتك وجحيمك!
ماتنوحيش لما تلاقي الكل سابك أو أنتي في لفِّك ودورانك بعدتي وتُهتي بعيد بدايرة نفسك عن اللي كملوا الطريق مستقيمين!
وماتستغربيش لما هدوءك يتلاشي وأمراضك تكتر ويحل اكتئابك محل سلامك اللي كان لحظات وتوهمتي في نفسك أنه هايدوم وأنتي بتلفِّي!
وبعد ده كله وأكتر إزاي ماتنزعجيش!
لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي
. [1].