زلزال يا رب يزعزع..
وريحٌ شديدة تشقّ..
ونار من روحك تُطهّر..
وصوتك الهادي بعدهم…
يطمنّا بحضورك وسلامك اللي بنستناه.
طالبين زلزال…
زلزال يهدّ الباطل، ويفضح الكذب، ويوقّع الأقنعة، ويعرّينا قدّام الحقيقة.
زلزال يهزّ اللي لسه فيهم نداء الحق بيرِنّ في هدوء، يسمعوه، فيتغيروا.
زلزال، للي لسه رافضين يسمعوه… يهزّ الأرض تحتهم، ويكشف الزيف اللي مستخبيين وراه، لحد ما يلاقوا نفسهم قدّام مراية عدلك، ومافيش مهرب.
زلزال يرد اللي تاه جوّه سكك الزيف والأكاذيب والقصص المفبركة، ويحرّر ويفك اللي اتحبَس جوا خوفه في توهانه.
زلزال يهدّ العروش والكراسي المبنية على الوجع والألم والأنين، ويهزّ قلوب تعايشت وانتفعت من كتر الكذب والتزييف، وتمسّكت بكراسيها باطلاً بالسنين.
زلزال على كل كرسي في النظام باع واشتري في الحقيقة بالرخيص، وركب الموجة، وساب دم الأبرياء يتحوّل لسلّم يعلّي بيه كرسيه.
طالبين عاصفة، يا روح الله حيثما تشاء …
ريحك الشديدة، تهبّ على القلوب المتجمدة بطين الماديات، وعلى العيون اللي غطّاها السبات، وبطلّت تشوف، وعلى كل ضمير مات جواه.
وابعت نارك…
نارك اللي تنقّي كل اللي سمعوا صوتك واتّضعوا، تطهّرهم… وتحييهم.
نارك اللي تطهّر النجاسة، بإيمان البسيط اللي في ضعفه صدّق إن وعدك يبرّر حتى الفاجر.
ونفس النار دي، يا قدوس، تحرق وتدين اللي كابر… وعاند… ومشى في شره بإصرار، لحد ما اختار هلاكه بإيده… مش بإيدك.
يا يسوع، الطريق والحق والحياة…
ابعت صوتك الهادي وكلامك بعد الزلزلة، اللي يعيد ترتيب أرواحنا، ويشفي الكسور القديمة، ويتكلم فينا من جديد.
ابعته لأولادك، من كل ملة، وتحت أي سقف.
ابعته للي ما عندهمش غيرك، وبيصرخوا: “تعال”.
للي تايهين فيك، مستنيين تردّهم.
للي لسه بيصرخوا، رغم وجعهم، بس مش مستسلمين.
للي بيجروا على نعمتك… مش متجمّلين، بل متضعين.
ولو الزلزال هو الطريق…
فزلزل، يا رب.
وكمّل شغلك فينا…
ولا تهدأ… لحد ما تفتح قدّامنا باب لحياة أنضف، أصدق، وأقرب ليك.
زلزال يهزّ اللي لازم يتهد،
ويبني اللي لسه عايز يتبني… على صخر الحق.
وسلامك… ونسيمك الهادي،
لكل روح مسحوقة، مظلومة، بريئة… وتايهة بتدور عليك.
في اسم يسوع المسيح،
شفيعنا الوحيد قدّام الآب،
يا أبويا السماوي،
اصنع فينا مشيئتك.
آمين.
