“إزّاي تقولّي أُحِبّ اللي بيقتلني،
وأُبارك اللي بيشتِمْني وبيضطهدني،
وأُحسِن للّي بيسلبني حقوقي،
وبيضيّق علَيّا في الرايحة والجاية؟!”

لما المسيح قال لليهود، تحت سطوة :
أَحبّوا أعداءكم، باركوا لاعِنيكم، أحسِنوا إلى مُبغضيكم [1]
ماكانش بيكلم ناس مرتاحة ولا عايشة في سلام،
ده كان بيكلم شعب مسحوق، مهدور دمه، مطحون تحت دولة غاشمة،
شعب أغلَبُه عنده حُلم بمخلِّص ييجي يحرّره… بالسيف والقوّة.

فكان الطبيعي جدًا وقتها أن يروه:
• خائنًا… لأنه بدل ما يحرّض على الثورة، بيطلُب غفران للمُعذِّب.
• عميلًا… لأن اللي مش شايل سيف ضدّ روما، يبقى خائن.
• مجنونًا… لأن المنطق بيقول: “عين بعين”، مش “إذا جاع عدوّك فأطعمه”.
• مختلًّا… لأن المحبّة قدّام البطش بتبان استسلام وضعف، مش قوّة.
• مُضلِّلًا… لأنه بيهدّ صورة المخلّص اللي اتربّوا عليها.
• هاربًا من الواقع… لأنه بيحكي عن مثاليات مش من العالم ده.
• عديم الغيرة… لأنه ساكت على الإهانات، وما بيغارش على شعبه.
• كاسِرًا للوصايا… لأنه ظاهر كأنه بينقُض شريعة موسى.
• مُضعِفًا للرّوح الوطنيّة… لأنه بيوطّي صوت الغضب علشان يعلّي صوت المحبة.

رؤيتهم دي هي اللي خَلّتهم وقت خيانته وتَسليمه للموت يصرخوا: “اصلبه! اصلبه!”

✥ قانونُ الحياةِ في مَلَكوتِ الله: كما في السماء، ليأتِ على الأرض.

أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويضطهدونكم… لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات[2]

✘ قانونُ إبليسَ الكذّابِ المُهلِك:

أبغِضْ مَن يُبغِضك، والعَنْ مَن يلعنك، وانتقِم ممّن يَضرِبك.
كافِئِ الكراهيةَ بكراهية، وأشعِلِ النارَ في خصمك قبل أن يُشعلها فيك.
سَلّ السيفَ قبل أن يُسَلّ عليك.
لا تغفِر، لا ترحم، لا تَضعُف.
ادفِنْ إنسانيتَك تحت لافتة “الكرامة”،
وسَمِّمْ قلبَك باسم “العدالة”.
لا تنتظر السماء… اصنَعْ جحيمَك هنا، وسمِّه نصرًا.

وهكذا، في هذا النظام المعكوس…
تُقدَّسُ الدماءُ لا لأنها ذبيحةُ حبّ، بل لأنها أداةُ انتقام.
لا يعلو فيها صوتُ نداءِ المحبةِ والسلام، بل أصداءُ التفجيرات.
لا يُرشُّ فيها بخورٌ، بل تُزرَعُ فيها عبواتٌ ناسفة.

وكلُّ مَن صدَّقَ هذا النظامَ ونهجَه…
سيَحسبُ القتلَ بطولةً، والغضبَ غيرةً،
وبالتأكيد… سيَحسبُ المحبّةَ ضعفًا،
والمصلوبَ شخصًا خياليًّا،
ولو تجسَّدَ أمامَه، سيراه -كما رأوه من قبل-
خائنًا… مختلًّا… أو كما ذُكِرَ سابقًا، وحتمًا سيصلِبُهُ من جديد.

‎ ‎ هوامش ومصادر: ‎ ‎
  1. إنجيل متّى 5: 44 [🡁]
  2. إنجيل متّى 5: 44–45 [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

أشرف سمير
Environmental Planning & Management Systems Specialist في Vodafone Egypt   [ + مقالات ]