بعد أن اجتمع الأساقفة مع هيئة العلمانيين، تناقشوا في كل المشكلات التي تواجه الكنيسة وتؤدي إلى ترك الشعب للكنيسة وعدم انتمائهم لكنيستهم، استطاعوا أن يتصوروا حلولًا لبعض المشاكل، وبقيت بعض المشاكل الأخرى معلقًا بدون حل.
وهنا لفت انتباهي عدة نِقَاط:
أولًا: توثق اللجان المجتمعة كل شيء، وكتابة تقرير بكل ما حدث في الجلسات، ثم يتم عمل تقرير مختصر للصحافة بعد كل لقاء.
ثانيًا: تكون مرجعية المناقشات بين اللجنة العَلمانية والأساقفة هو تعليم الكنيسة الكاثوليكية، و هذا تأكيد أن عمل اللجنة العَلمانية ليس تغيير التعليم الكنسي ولكن العمل به لحل هذه المشاكل، بل أن هذه المشاكل والممارسات نفسها هي ضد تعليم وإيمان الكنيسة.
ثالثًا: أنشئت اللجنة المسؤولة صفحة على الإنترنت، يتم وضع كل ما يرتبط بالمناقشات والحلول المقترحة على هذه الصفحة، وهي متاحة للجميع بشفافية.
و كما تناولت في المقال السابق [1]، تم وضع قائمة بالموضوعات التي سوف يتم مناقشتها وعلى رأسها حياة الإكليروس وسوء استخدام السلطة الكهنوتية، وقد تم وضع ما يشبه القاعدة العامة، التي إذا ما تم التركيز عليها والعمل والحياة بها، لتجنبت الكثير من الكنائس أغلب العثرات، والمشاكل التي تؤدي لابتعاد الشعب عن الكنيسة.
وهذا ما كتبوه نصًا:
مقتطفات من تعليم الكنيسة الكاثوليكية حول الدعوة العامة إلى القداسة
بما أن جميع المؤمنين قد أُعطوا وسائل الخلاص الغنية، فهم مدعوون إلى الكمال في القداسة، كلٌّ حسب حالته.(الكنيسة في العالم المعاصر LG 11).
حتى وإن لم يسلك الجميع نفس الطريق، فالجميع مدعوون إلى القداسة ونالوا الإيمان ذاته في بر الله [2]، ومع أن البعض عُينوا من قبل الله كمعلمين وخدام للأسرار ورعاة للآخرين، فهناك مساواة حقيقية في الكرامة والعمل بين جميع المؤمنين.(الكنيسة في العالم المعاصر LG 32)
وهكذا، في تنوعهم، يشهد الجميع على الوحدة العجيبة في جسد المسيح، لأن تنوع المواهب والخدمات والنشاطات يجمع أولاد الله، لأن “الروح الواحد نفسه يعمل كل هذا” [3](الكنيسة في العالم المعاصر LG 32)
في هذا الموضوع أخصص مقالًا قادمًا، نظرًا لأهميته، ولأني أعتقد أن هذه المشكلة هي موجودة بالفعل وبشدة.
تطرقوا أيضًا إلى موضوعات أخرى، خاصة بكنيستهم، لا تهمنا كثيرًا، مثل إنهم كانوا من الجرأة أن يطالبوا بزواج الكهنة، وألا يكون إلزاميًا أن يظلوا متبتلين، وقد استشهدوا في هذا بالكنيسة الأرثوذكسية، التي تسمح بزواج الكهنة. (يعني ما عندهمش مانع يتعلموا من الكنائس المختلفة معهم).
وتسعى الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا بخطوات ملموسة نحو تشكيل هيئة مجمعية من الإكليروس والعلمانيين. حتى بداية خطوات (الطريق إلى المجمع)، كان في ألمانيا مجلس الأساقفة من جهة والهيئة المركزية للكاثوليك الألمان (ZdK)، وهي هيئة عَلمانية، من جهة أخرى، ولكن لا يوجد كيان يضم الإثنين معا. حتى بدأ الطرفان ينصتان إلى بعضهما البعض.
وفي الجلسة الرابعة (في مايو ٢٠٢٥) لـ”لطريق إلى المجمع” بدأ المجتمعون في اتخاذ خطوات ملموسة نحو تشكيل هيئة مجمعية مستقبلية (للمرة الأولى تضم إكليروس وعلمانيين) على مستوى ألمانيا كلها. (يعني المجمع في ألمانيا لن يضم أساقفة فقط، بل أيضا علمانيين)
وفقًا للتوصيات، يجب أن تضم هذه الهيئة جميع أعضاء المجلس الدائم لمجلس الأساقفة الألمان وعددًا مماثلًا من أعضاء اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان (ZdK). كما سيتم انتخاب أعضاء آخرين لاحقًا.
وفقًا لإرادة أعضاء لجنة “الطريق إلى المجمع”، ستقوم هذه الهيئة المجمعية الاتحادية بإبداء رأيها في التغيرات الاجتماعية في الدولة والكنيسة وسبل حلها، واتخاذ قرارات مبدئية بشأن التخطيط الرعوي والقضايا المستقبلية ذات الأهمية للإيبارشيات وللشعب. كما ستناقش القضايا المالية والموازنات الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا. وسيتم تحديد اللائحة بشأن النظام الأساسي للهيئة.
نحن نجتهد معًا، من أجل كنيسة شجاعة، لا تستثني أحدًا، منفتحة على الحوار، كنيسة تنظر إلى المستقبل بروح القديس أغسطينوس الذي اقتبس منه البابا لاون قوله:لكم أنا أسقف، ومعكم أنا مسيحي.(رئيس مجلس الأساقفة بألمانيا)
بدورها، أكدت رئيسة لجنة “الطريق إلى المجمع” ورئيسة اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان (ZdK)، أن الإجراء المسمي بـ”الطريق إلى المجمع” في ألمانيا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالكنيسة الجامعة وإيمانها وتقليدها وبنتائج السينودس العالمي:
أنا ممتنة لأننا أحرزنا تقدمًا واضحًا هنا في مسار تشكيل هيئة مجمعية على مستوى جميع الولايات في ألمانيا. من المشجع أن يُنظر إلى المشاركة المتساوية كقيمة تجعل الكنيسة مكانًا أفضل. أعتبر أن اتخاذ القرارات بشكل مشترك بين الجميع [إكليريكيين وعلمانيين] وتمثيلها أمام الرأي العام أمر ضروري. وسيكون بإمكان الأساقفة في المستقبل الاعتماد بشكل أكبر على المشورة والقرارات المشتركة مع العلمانيين، حيث سيكون لديهم هيئة مختصة بذلك على مستوى جميع الولايات. وعندما يكون جميع أعضاء المجلس الدائم لمجلس الأساقفة الألمان حاضرين في هذه الهيئة، كما أوصى بذلك الاجتماع الأخير، ستصبح مسؤولية الأساقفة في الإيبارشيات واضحة. لكننا نحن أيضًا، ممثلو المجتمع المدني الكاثوليكي، نُظهر أننا نتحمل مسؤوليتنا المسيحية تجاه الكنيسة والمجتمع بجدية. ونحن ملتزمون بشكل مستدام بقرارات هذه الهيئة المستقبلية.(رئيسة اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان [ZdK])