
- بين كلمة تحمي وكذبة تغوي.. وُلد الموت
- إعلان إبليس الانتصار في مملكة الظلمة
- إطلاق السهام وغزو الأرواح
- ☑ دخول الله وكلمة الرجاء للخلاص
دخل الله إلى المشهد من جديد…
دخل لا كمن يبحث عن انتقام أو دينونة [1]،
بل كمن لا يزال، رغم كل شيء… «أبًا» [2].
أتى لا بصوت صراخ، ولا بصواعق نارية،
بل بصوت هادئ، محمول على ريحٍ عظيمة أمامه تهزّ الشر وتدمّر حصون الكذب [3].
الريح التي تهبّ حيث تشاء،
ولا يعرفها إلا مَن يعرف صوت الروح [4].
وسط كل صراخ إبليس، وخططه ومؤامراته [5]،
وسط فوضى الموت، والخراب، والهلاك، والأفكار المسمومة…
فاهتزّت قلاع إبليس بزلزلةٍ عميقة.
وهبّت ريحٌ عظيمة، تمزّق أبنية حيله، وتخلخل أسوار الظلام.
وبنار، تحرق السهام التي أطلقها في القلوب،
فتساقطت الظنون والأكاذيب، واحترقت سمومها.
حينما ارتجفت وارتبكت الأرواح الشريرة، وارتعدت.
دخوله الذي بعثرها، وبدّد شرها، كمنفاخٍ إلهيّ يذرّي رمادها في الفضاء.
الذي لا يُبقي كذبًا قائمًا، ويمحو حتى آثار ظلاله.
اقترب الله بخطى نعمة لا تُرى…
والرجاء، الذي كاد يُمحى تحت همسات: انتهى كل شيء
،
انتعش من جديد، حين سمعا صوته مناديًا:
«آدم… أين أنت؟» [6].
كان الصوت يعرف طريقه إلى الداخل الذي تشوه،
لا يقتحم اقتحامًا… بل يلمس كطبيبٍ ماهر.
يخترق بكلمته التي تميّز الأفكار،
وتكشف أعماق القلب، وتفصل النفس عن الروح،
وتضيء المفاصل، وتُسكِّن صراع المخاخ [7].
دخل إلى الجُرح دون أن يُمزّق شيئاً،
وداوى الانكسار دون أن يُدين.
فأشرق نوره في قلوبهم،
وبدأ ظلامهم يتراجع [8].
وسط السقوط… أُطلق الوعد
وعد… لم يُكتب بالحبر، لكن بالدَّم [9].
وعد… لم يكن في مجرد حروف وكلمات، لكن في شخص.
شخص… يسوع، الذي وُعِد به [10].
الذي نزل،
لا فقط إلى الأرض التي تُنتج شوكًا وحسكًا [11]،
بل إلى عمق أرضنا الداخلية، إلى جحيم صراعنا،
إلى قلوبنا… حيث تحجّرت وتقسّت في السقوط.
نزل ليحيينا… من جذر شجرة الموت وما تُنتجه فينا.
ومن تلك اللحظة… لحظة إطلاق الوعد في آدم [12]،
ارتسم طريق الرجوع:
طريق، فيه القلب الذي مات وفسد…
«يتخلق [13]، ويقوم، ويحيا من جديد» [14].