بالرغم من التطور الإداري والرعوي المتميز في ال في العقود الأخيرة، إلا أن مجموعة من الباحثين في ثلاث جامعات ألمانية، أجروا في جو من الحرية والشفافية بحث أكاديمي عن أخطاء ال في الكنيسة الكاثوليكية في العقود الأخيرة. هدف البحث هو تحديد المشاكل، بالتالي إمكانية إيجاد الحلول لها و إصلاحها. هذا البحث استمر بضع سنوات.

في 25 سبتمبر 2018، تم عرض نتيجة هذا البحث الدراسي،  (MHG Studie)، في اجتماع للأساقفة الكاثوليك الألمان في مدينة Fulda.  ولا يهمني إطلاقًا، ما هي المشكلة التي تم بحثها، ولكن ما يهمني هو كيف تعاملت الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا، مع هذه المشكلة، حين تدخلت جهة عَلمانية من خارج الكنيسة بإجراء هذه الدراسة.

في مارس 2019 اجتمع مجلس الأساقفة الألمان مع اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان (لجنة عَلمانية مكونة من 231 شخص من كافة الإيبارشيات وغير الإكليريكيين) وقرروا أن يبدأوا إجراء أطلقوا عليه “الطريق إلى المجمع”.

وفي 14 مارس 2021 تحدث راينهارد ، رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان، في مؤتمر صحفي قائلًا:

لقد قررنا ككنيسة في ألمانيا، أن نبدأ إجراءات “الطريق إلى المجمع”. وهذا الإجراء يناقش بدوره خلافات أساسية ومحددة في جدول زمني محدد، وسوف يكون بالتعاون مع اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان [ZDK]. وسوف نلتزم في هذا الحوار بالسماح بمشاركة السيدات والرجال من الإيبارشيات مشاركة فعالة و مسؤولة. نريد أن نصبح كنيسة منصتة، و نحن نحتاج لنصيحة و توصيات من الشعب من خارج الإكليروس في الكنيسة.

(راينهارد ماركس، رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان)

تم تحديد ثلاث موضوعات لتكون خارطة طريق، حيث تم مناقشتها، واتخاذ خطوات لمعالجتها، لاستعادة ثقة الشعب الكاثوليكي في كنيسته، هذه الموضوعات كانت كالتالي:

1-لقد فُقدت الثقة بسبب سوء استغلال الإكليروس للسلطة (واستخدم الأساقفة لفظة خيانة الثقة)، وأصبح من الضروري إيجاد طرق للتقليل من السلطة في الكنيسة (Machtabbau).

2- أسلوب ومستوى حياة الأساقفة والكهنة يتطلب التغيير حتى يُظهروا السلام والشبع الداخلي من الإيمان والتمثُل بيسوع المسيح.

3- إن الثقافة الجنسية داخل الكنيسة لم تنطبع فيها حتى الآن كل المعرفة اللاهوتية والعلوم الإنسانية، وفي كثير من الأحوال لا يتمكن الإكليروس من التحدث بشكل مفيد حول هذه القضايا، وهذا لا يقدم إرشادات لغالبية المُؤمنين.

وبناءً على اقتراح الهيئة المركزية للكاثوليك الألمان (ZDK)، تم إضافة بند رابع وهو: دور السيدات في الكنيسة.

تكونت اللجنة المجمعية التي سوف تحدد إجراءات الطريق إلى المجمع من:
1- 27 أسقف للإيبارشيات الألمانية.
2- 27 عضوا من الهيئة المركزية للألمان الكاثوليك (ZDK)، (أعضاء ين).
3- كما تم اختيار 20 عضوا آخرين من الرجال والنساء(علمانيين) بمعرفة الأعضاء الموجودين في اللجنة (بند 1، 2)

متي بدأ جدول الأعمال لهذه اللجنة المجمعية؟ بدأت اللجنة عملها باجتماع تأسيسي للأعضاء في 10- 11 نوفمبر 2023،  كانت الجلسة الثانية في 14- 15 يونيو 2024، والجلسة الثالثة في 13- 14 ديسمبر 2024.

في الاجتماع الثاني تم تكوين ثلاث لجان فرعية، ليكون لكل لجنة موضوع معين ومحدد للمناقشة، و كانت مسؤولياتها كالآتي:

تقدم اللجنة الأولى المشورة بشأن المسار المجمعي كمبدأ هيكلي للكنيسة وحول التنظيم المحتمل لمجلس المجمع. وتطلب اللجنة الثانية تقييم ومراقبة تنفيذ قرارات المسار السينودسي أو المجمعي. واللجنة الثالثة مسؤولة عن مواصلة تطوير مبادرات المسار المجمعي.

موقف البابا فرنسيس من المسار المجمعي

بمجرد أن أعلن الأساقفة والعلمانيين الألمان (في مارس 2019) عن بداية المسار أو الطريق المجمعي، أرسل ال خطابًا موجهًا للشعب الألماني الكاثوليكي (في يونيو 2019)، حيث أشاد قداسته بالكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا ودورها المؤثر في .

كما أظهر قداسة البابا فرنسيس دعمه للكنيسة والشعب في ألمانيا، في أحقيتهم في البحث للوصول لإجابات عن الأسئلة والقضايا التي تشغلهم جميعا، وأعرب عن ثقته في حسن نيتهم، وأنهم يريدون أن يبقوا في الكنيسة ليس هم فقط بل والأجيال القادمة أيضا، لذلك يبحثون عن حل لهذه المشاكل والقضايا. كما أنه يحزنه أن يري كثيرين ابتعدوا بالفعل عن الكنيسة وأصبح لا يعرفون من هو المسيح. وأنه من المؤلم ما تعرضت له الكنيسة في ألمانيا في السنوات الأخيرة (في إشارة إلى فضيحة الاعتداءات).

في نفس الخطاب كان للبابا فرنسيس بعض التحفظات على المسار المجمعي، وأسباب تدعوه للقلق، على رأسها أن يؤدي هذا الإجراء إلى انقسام وانشقاق في الكنيسة الكاثوليكية، لذلك أوصي بشدة في خطابه بضرورة أن تكون هذه الاجتماعات مصحوبة بالصلاة، ومُساقة بالروح القدس.

تحفظ البابا أيضا على أن تكون مرجعية التفكير بالأساس هي التغيرات الاجتماعية، والعلمية، وأوصى بأنه يجب الالتزام دائمًا بالتسليم الرسولي والكتاب المقدس، وأن تكون هذه هي مرجعية أي حوار أو منتدى في أثناء اللقاءات.

فلننطلق معا كجسد واحد ونستمع إلى بعضنا البعض، تحت إرشاد الروح القدس، حتى لو لم نفكر بنفس الطريقة، انطلاقًا من القناعة الحكيمة بأن الكنيسة مع مرور القرون، تسعى باستمرار نحو ملء الحقيقة الإلهية حتى تتحقق كلمات الله فيها

(البابا فرنسيس، جزء من خطاب للشعب الألماني)

من جانبهم شكر الأساقفة الألمان قداسة البابا على تشجيعه للاستمرار في طريقهم، وأنهم يشعرون بالدعوة لمواصلة المسيرة التي بدأوها بهذه الروح. أيضا الهيئة المركزية للألمان الكاثوليك أكدت مرارًا وتكرارًا، إنهم استندوا إلى قانون الكنيسة الحالي، حيث أن البابا فرانسيس قد شجع في مداولات المجمع العالمي، على زيادة دور العلمانيين والمشاركة بشكل رسمي في صنع القرار.

أما بالنسبة لاستطلاعات الرأي للمؤمنين في جميع أنحاء العالم، في المرحلة الأولى من المجمع، ففي العديد من البلدان، أفادت أنهم يريدون المزيد من المسؤولية المشتركة بين الإكليروس والعلمانيين، والتقليل من الهيمنة الدينية و تعزيز دور المرأة.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ماري سرجة
‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎