أيام قليلة ويبدأ موسم دراما رمضان، بمجموعة من المسلسلات ذات الموضوعات المختلفة التي تتنافس على كسب رضاء المشاهدين، وكسب ود رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتحقيق مكاسب أكثر، بزيادة جرعة الإعلانات في أثناء عرض تلك المسلسلات، أينعم هذا يضايق المشاهدين لوجود ما بين ٤٥ إلى ٦٠ دقيقة إعلانات على متوسط زمن الحلقات بين ٢٥ إلى ٣٥ دقيقة، إلا أنه واحد من مقاييس نجاح تلك المسلسلات.

يشهد هذا العام ظاهرة لطيفة، بمنافسة بعض المسلسلات التي حققت نجاحات سابقة بالموسم الثاني أو الثالث، مثل “كامل العدد”، “العتاولة”، “جودر”، وغيرها، ويبقى التحدي هو كيفية تقديم مستوى متميز كما الأجزاء السابقة ومحاولة التفوق عليها، في ظل انسحاب بعض الممثلين ممن شاركوا في الأجزاء الأولى لأكثر من سبب، وأهمها تحقيقهم النجاح وشعورهم بأن مساحة أدوارهم في الأجزاء الجديدة لا تناسب نجوميتهم الآن، أو ربما لانشغالهم في أعمال أخرى، أو شعورهم إنهم لن يقدموا الإضافة والجديد.

ورغم أنه لا يمكن لأي شخص أن يملي على غيره ما يجب أن يفعله، لكن لدي ملاحظة بمناسبة الأعمال التي حققت نجاحات سابقة، وارتبط بها المشاهدين وجدانيًا، الرجاء التفكير في المُشاهد والنجاح قبل أي شيء، ويكون هو الالتزام الأول لفريق العمل ككل، فيكون النص الدرامي وتطويره هو الهم الأول للجميع وليس مساحة الأدوار للممثلين، وحتى لو كانت مساحة الدور أقل، فالفنان لديه التزام لدى جمهوره الذي ارتبط بالشخصية التي أدّاها سابقًا، أن يتواجد لأجله، وهذا لن ينتقص من نجوميته التي زادت بل سيكون مقدر جدًا من المشاهدين.

IMG

عالميًا، هناك مجموعة من السلاسل لأفلام ارتبطنا بها وجدانيًا، ويشارك بعض النجوم الكبار أصحاب البطولة المطلقة بها بأدوار ومساحات أقل من المعتاد منهم، وهنا يفكر هؤلاء النجوم في تواجدهم في سلاسل الأفلام التي ارتبط بها الجمهور حول العالم، مثل “Mission impossible”، و” James Bond 007″، الذي شارك الفنان “Desmond Llewelyn” بدور “Q”  طوال حياته في غالبية أفلام السلسلة ولم يتخطى ظهوره طوال الأفلام ٣٠ دقيقة لكنه كان من علامات السلسلة حتى مماته، ورغم عدد الدقائق القليلة في كل فيلم إلا أنه لا يمكن تخيل فيلم من دونه.

في مسلسل تحت السيطرة عام 2015، شارك الفنان ماجد الكدواني في مشهد عدة دقائق كضيف شرف إلا أنه لازال يتذكر الجميع هذا المشهد باعتباره من علامات الدراما المصرية.

أيضًا، أحب أن ألفت نظر صناع العمل من إنتاج و كتابة وإخراج وممثلين، لا يجب أن يُترك شيء للصدفة، إذا كنتم تعدون عمل وتشعرون أنه قد يلقى النجاح ويمكن تقديم موسم آخر منه رجاء عمل حساب ذلك، بفتح خطوط الدراما لشخصيات العمل لأن تستمر، ويكون هناك تصور  لذلك، ولا يجب الانتظار حتى يطالب الجمهور بموسم جديد، فتكون هناك صعوبة في فتح بعض الخطوط الدرامية التي تم إغلاقها.

IMG

وربما هذه كانت أكبر مشاكل المسلسل الإسباني “la casa de papel”، فواحدة من أهم شخصيات العمل وأقصد “Berlín” التي قدمها الممثل “Pedro Alonso”، قُتلت في نهاية الموسم الثاني باعتبار ذلك نهاية قوية للمسلسل، ولم يكن في الحسبان عمل مواسم جديدة، ولكن الصدى والنجاح العالمي للمسلسل وبعد دخول منصة “Netflix” لإنتاج أجزاء جديدة، جعلا استعادة شخصية برلين صعب ومحدود ولم تكن المواسم الثلاثة الأخيرة في رأيي بجودة الموسمين الأول والثاني.

لذا رجاء خططوا جيدا لمسلسلاتكم نريد أن نستمتع وأن يتم استثمار النجاح بوجود مواسم جديدة بنفس جودة الأول بل وتتفوق عليه، وليضع جميع عناصر المنظومة الأولوية للمشاهد فهو مقياس النجاح والمكسب لكم جميعًا.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

بيتر مجدي

باحث وكاتب صحفي متابع للشأن الكنسي وشؤون الأقليات.
زميل برنامج زمالة الأقليات- مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان- الأمم المتحدة، جنيف/ ستراسبرج 2023.
زميل برنامج "" () لشبونة 2022.