حين أطلقنا فعاليات التيار العلماني القبطي (14 نوفمبر 2006) عبر مؤتمراته الدورية السنوية، كان غالبية شباب اليوم لم يبرحوا سني الصبا بعد، ولم يدركوا كيف كان التيار يدير مواجهاته عبر ثقافة الاختلاف، وحين ننبه اليوم إخوتنا ممن يعترضون على مجريات أمور الكنيسة بضرورة ضبط بوصلة ولغة ومنهج الاختلاف، ولا أقول المعارضة فالكنيسة تعرف وتقر التنوع والاختلاف ولا تعرف الخلاف والمعارضة، يخرج علينا من يقول لنا “وأنتم كنتم معارضة فلماذا تحرمون علينا ما حللتموه لأنفسكم؟!”
لهذا ذهبت لأوراقنا القديمة الموثقة، والمعلنة وقتها، وسوف أعيد نشرها تباعًا، حتى لا تستغرقنا مناظرات تغرقنا في اللغو.
ونبدأها اليوم بالبيان الذي صدر عن المؤتمر العلماني الثاني، الذي عُقد يومي 26 و27 أبريل 2007 تحت عنوان نحو منظومة تشريعية كنسية معاصرة
وهذا نصه:
قداسة البابا البطريرك؛ الأنبا شنودة الثالث،
الآباء الأجلاء؛ مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،
الأخوة أعضاء المجلس الملي العام للكنيسة – القاهرة،
تحية تقدير واحترام،نحن مجموعة من أبناء الكنيسة العلمانيون، اجتمعنا في حلقة نقاشية تناولت الشأن الكنسي بكل ما يعتريه من إشكاليات تضافرت عوامل عديدة على وجودها وتفاقمها، ورأينا أن تركها بغير تحليل ودراسة سيؤدي إلى مزيد من التفاقم المنتج لأثار ليست في صالح الكنيسة، الكيان والشعب والمؤسسة، في عالم متغير لا تصلح معه الأساليب التقليدية في مواجهة وحل تلك الإشكاليات.
وكان اجتماعنا تحت مسمى مؤتمر العلمانيين، عقد في دورتين كانت الأولى في 14 – 15 نوفمبر 2006 بعنوان رؤية علمانية في الإشكاليات الكنسية وقدمنا أوراقه البحثية وتوصياته إلى قداستكم عبر نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب، وكانت الثانية في 26 – 27 أبريل 2007 الجاري، وجاءت تفعيلًا لتوصيات الدورة الأولى، إيماناً منا بالتكامل بين العلمانيين والإكليروس، وسعيًا ليكون عملنا إيجابيًا وموضوعيًا حرصنا على أن تكون محاور اللقاء محددة في مشروعات قوانين تتناول أليتين من أليات الكنيسة ذات التأثير المباشر على ضبط الحركة داخلها وهما:
1) المحاكمات الكنسية.
2) المجلس الملي.
3) إضافة إلى محور يتناول تحليلًا للدور القبطي في العمل الأهلي العام في إطار تفعيل ثقافة ومبدأ المواطنة.ولما كنا نؤمن بأن تفعيل ما انتهت إليه أعمال المؤتمر في دورتيه يتطلب قرارًا كنسيًا يصدر عن المجمع المقدس للكنيسة، باعتباره السلطة العليا فيها، لذلك كان من الطبيعي أن نقدم لكم ولمجمع الكنيسة المقدس ولأعضاء المجلس الملي العام ملف أوراق وأبحاث المؤتمر الثاني، لدراسته وتحليله وتفعيل ما انتهى إليه من توصيات طالما كانت في صالح الكنيسة وتصب في منحى تطويرها وعصرنتها في إطار ضوابطها التي لا نختلف فيها.
ولما كان قداسة البابا هو رئيس المجمع المقدس ورئيس المجلس الملي العام فنحن نقدم له مجموع أعمال المؤتمر كخطوة عملية لتفعيل التواصل بيننا ولقطع الطريق على أصحاب المصالح في إحداث فجوة بين الأبناء وآبائهم، ولنقدم للعالم الصورة الحقيقية للكنيسة المبنية على المحبة والتكامل.
وتقبلوا تقديرنا واحترامنا.
مؤتمر العلمانيين الثاني
منسق عام المؤتمر
كمال غبريالـ صورة إلى المجمع المقدس.
ـ صورة إلى وكيل وسكرتير وأعضاء المجلس الملي العام.
ـ صورة إلى وكيل وسكرتير وأعضاء المجالس الملية الفرعية.
ـ صورة إلى السادة رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام.(بيان المؤتمر العلماني الثاني، 2007)
وسنواصل نشر طيف من وثائقنا بشكل أسبوعي مادام في العمر بقية.
الأسبوع القادم؛ المنسحبون من المؤسسين.
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨