عندما عايروا د. جورج حبيب بباوي بأن أمه وجدته يهوديتان، أصابتني صدمة، فمن لوّح بهذه المعايرة بطريرك الإسكندرية السابق [1] نفسه وعلى رؤوس الأشهاد، ورددها بعد أن قالها ربيبه الفاقد العقل والرشد [2] وأذهلتني المعايرة!! أليست ذات المعايرة يمكن أن تقال على يسوع المسيح شخصيًا؟!
ألم يكن يسوع المسيح أمه يهودية؟ بل هو نفسه يهودي؟! هل الأصول اليهودية مسبة وسبة وموضع للمعايرة يا شعب المسيح؟!
أليس البشير مرقس صاحب كرسينا ورسول بشارتنا أيضًا من أم يهودية؟ كذا كل الإثني عشرة تلميذ قاطبة؟ أليست العذراء مريم التي اُفتتن البعض بها حتى التأليه، كانت يهوديّة ومن أمٍ يهوديّة؟
أسقف ورئيس أساقفة عاجزين أن يروا أنفسهم قبل أن يبحثوا في غيرهم عما يعايرونه به، ثم تخرج قطعان “حماة الإيمان” من التافهين والتافهات لمعايرة البروتستانت أنهم أولاد أمبارح! وهل كانت الكنيسة مخطئة ١٥٠٠ عام حتى يأتي مارتن لوثر والبروتستانت ليصلحوها؟
يا رجل أليس هذا ذاته ما قيل نصًا وفعلًا.. عملًا وقولًا.. أيضًا ليسوع المسيح؟ ألم يكن هذا هو السبب المباشر لصلب يسوع المسيح الذي نفخر بصليبه؟ موسى أعطانا من ١٥٠٠ سنة شريعة وطقوس وناموس، وأنت قادم اليوم لتصلح وتجدد لنا عطية خمسة عشر قرنًا؟ وتقول اهدموا الهيكل، وأنا أُقيمه في ثلاث أيام؟
ألستم يهود اليوم وفريسي العصر الحديث؟
الذين قاتلوا وقتلوا، وقالوا أنه لا تناول دون توبة، فصار لا تناول دون معلقة [3]! معلقة يا عالم يا هو؟! معلقة يا أصحاب القداسة والنيافة والحبورية والملابس المزركشة المقصبة والعروش الذهبية؟! معلقة؟! يا محترمين يا بتوع الدكتوراه وماجستير صافية [4]؟!
ألا نعرفك؟ ألست أنت ابن مريم وابن يوسف النجار؟
ألم تكن هي ذات معايرة يسوع المسيح؟
يا عالم، يا هوه، عندما تقيمون الحجة على مخالفيكم، انتقوها وتمهلوا، لئلا تكون العلة ذاتها فيكم.
لا يعجبك مارتن لوثر ولست راضيًا عن البروتستانتية ولا يشبعك سوى كهنوت محسوس مرئي، أنت حر،
تريد أن تنتقد البروتستانت واللوثرية، هذا من صميم حقك،
لكن ضع حجة لها وزن، اعلن اعتراض له قيمة، “متهبلش”.
يا عالم، يا هوه، لديكم في علب جماجمكم شيء اسمه “المخ”.. عطية مجانية قابلة للاستخدام.. صدقوني.