اتفهم غضب بعض الممثلين من جيل ما بعد توغل الثقافة النفطية ومعها تيارات التصحر، فهم يعانون ازدواجية مربكة بين الأرضية الدينية الأحادية التى شكلت ذهنيتهم وبين طموحات اللحاق بمعطيات العصرنة، والتى تحاصرهم بها الثورة الرقمية.

الملاحظة الجديرة بالتوقف عندها أن الأمر مرتبط بجيل وربما أجيال بعينها، فثمة اسماء ظل اصحابها مبدعين بنائيين وفاعلين بايجابية رغم تقدمهم العمرى، ربما لأنهم من اجيال اسبق لم تختطفهم الأحادية، وعاشوا فى بواكير شبابهم ثقافة التنوع والتعدد حيث الثراء الفكرى. فلماذا؟

ظنى ان الفيصل هو البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية التى اقتحمت وسيطرت وشكلت وعى وذهنية جيل أو قل أجيال الغاضبين والرافضين لحرية الابداع خارج خطوطهم الحمراء المتصحرة. وهى بيئة سيطر عليها تياران رئيسيان، التيار الأصولى المتصحر، الذى لم ينس خصومته التاريخية والوجودية مع الوادى والنهر، والتيار الرأسمالى المتوحش والعشوائى، وقد تحالفا معاً وانتجا تلك الأجيال، ولم يحتاجا الى نظرية المؤامرة الساذجة.

ولعل فيلم “تيمور وشفيقة” نموذجاً يكشف هذا التأثير وذاك التحالف؛ بما يكرسه من مفاهيم ماضوية بأمكانات مكلفة ضخها اصحابها بوعى كامل.

وتجربة “مسرح مصر” كاشفة لصحراء الربع الخالى برماله المتحركة فى عقل اجيال الرافضين.

ويمكن ان نمد الخط ليدخل دهاليز دواوين الثقافة والإعلام والتعليم بتنويعاتها، ومؤسساتهم العريقة لنجد انها محكومة بأجيال الرافضين أيضاً.

ويكفى ان ندخل الى براح العالم الافتراضى لنتعرف على الوجه الحقيقى لنادى الرافضين بين رواده ويضم غالبية المثقفين الجدد حتى من اجيال الشباب وبعضهم يزعمون انهم حداثيون وثوريون.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

كمال زاخر
كاتب ومفكر قبطي في التيار العلماني المصري  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: : صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨