نعم، الصلاة تُغيِّر، ولكن السؤال: هل الصلاة تُغيِّر الظروف أم تُغيِّرنا نحن؟
السؤال، رغم بساطته، فقد ألف فيه كثير من المؤلفين كتبًا كثيرة، وأنا لست بصدد الكتابة عن هذا السؤال: هل الصلاة تغير فكر الله أم تغيرنا نحن وتغير داخلنا ومشيئتنا لتتفق مع مشيئة الله؟
بدأتُ بهذا السؤال لكي أفتح ذهن القارئ لموضوعي اليوم، وهو مُتشعِّبٌ نوعًا ما.
أوَّلًا، على المستوى الشخصي: إن سألتَ نفسك هذا السؤال؛ فلن تجدَ إجابةً وافيةً ومُريحةً إلَّا وأنت في حالةٍ روحيةٍ جيِّدة. وأقصد بالحالة الروحية الجيدة أن تكونَ أنت في محضر الله، مُتشبِّعًا بكلمته، وتَعرف كيفَ تدخل في عُمق شركةٍ معه.
أما السؤال الأهم فهو على المستوى العام: وأقصد بالمستوى العام هو حال الكنيسة الآن. فكل يوم تقريبًا نرى ونسمع ونقرأ عن خيبة أمل هنا وهناك، من أشخاص يجلسون في الصف الأول في الكنيسة، بل يحتكرون المشهد تمامًا لدرجة أن صوتهم يعلو ويغرد منفردًا، سواء على القنوات التي تسمى مسيحية أو على مواقع التواصل الاجتماعي. فحدث ولا حرج، ستجد بلا مبالغة كارثة تعليمية أو ما يطلقون هم عليه بلغتهم “هرطقة”، وينسبونها إلى الآخرين وكأن هؤلاء الذين يختلفون مع متصدري المشهد الكنسي هم مهرطقون لمجرد أن تتلفظ برأي أو تعليم يخالف وجهة نظرهم، التي تختلف اختلافًا كليًا مع عقيدة آباء الكنيسة التي ينتمون إليها.
بالرجوع إلى سؤالي الذي بدأنا به: هل نصلي فقط من أجل إصلاح الكنيسة؟ أم أن هناك خطوات لابد من اتخاذها من أجل هذا الإصلاح؟ هل ندخل مخادعنا ونسجد ونركع ونتوسل إلى الله الضابط الكل من أجل التغيير؟ أم أن هناك أمورًا حسية مادية لابد أن نرسمها ونعمل على تنفيذها من أجل إصلاح ما فسد؟
فمن يتسترون بالدين وهم سعداء بهذا اللفظ، فلديهم من الدروشة الدينية ما يكفي لكي يجزموا بالاكتفاء بالصلاة فقط، أما من لديهم شركة حقيقية وصداقة مع الروح القدس، فهم يؤمنون بأن الصلاة مهمة جدًا، وهي نقطة الانطلاق لكي نستمتع بمعية وقيادة الروح القدس.
هل نكتفي بالصلاة وننتظر معجزة من السماء؟ أم نؤمن أن الله يعمل من خلال آنية خزفية بشرية منحها العقل والفكر والإرادة الحرة والقدرة علي التغير والتفكير؟
الإصلاح يبدأ عندما ندرك أن هناك خطأ، ولكن هؤلاء الذين يتصدرون المشهد لا يدركون أن هناك خطأ فيهم! فبالتالي الإصلاح هنا يصبح مستحيلًا ما دام هؤلاء في المشهد. إذن ما هو الحل؟ ألا يوجد حكماء في الكنيسة من خارج هؤلاء؟ أم أن كنيسة مار مرقس خلت تمامًا من الحكماء؟
أؤمن بأن هناك الكثير ممن هم غير ظاهرين لأحد لديهم الحكمة والحنكة اللتان تؤهلانهم لقيادة الكنيسة، لكن من سيعطيهم المجال والمساحة؟ ومن سيأخذ المتكأ الأخير؟
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟