وَسَط البلد ليست فقط اسمًا لمكان عريق ولكن مؤخرًا اتضح إنها أسلوب حياة ومنهج تصريحات مرتبط تمام الارتباط بأسقفها. فإن كنت من متابعي ال وخلعت عن عينيك نظارة تبعية القطيع بلا تفكير، ستدرك حقًا معنى إمساك العصا من المنتصف حد الانفصام التام.

نيافة الأسقف العام تخصص تصريحات مائعة لا لون لها ولا موقف واضح. وإن صادفت في متابعتك له رأيًا واضحًا في قضية ما؛ فثق تمام الثقة أنه صرح تصريحًا معاكسًا له في نفس القضية في لقاء آخر مختلف. فهؤلاء الذين ينتقدهم ويتهمهم بالضلال مثلًا هم نفس الأشخاص الذين كان حريصًا على متابعتهم وتشجيعهم والتعلم منهم أيضًا. هذا الرأي اللاهوتي الذي يتخذه يمينًا اتخذ نقيضه في موضع آخر.

السياق الوحيد الذي كان لأسقف وَسَط البلد رأيًا خاصًا ليس وسطًا أو مزدوجًا؛ فقط عندما تحدث عن الأنبا إبيفانيوس مؤكدًا أنه ليس شهيدًا. نفس الأسقف عند سؤاله عن إعدام المشلوح “” قاتل إبيفانيوس صرح قائلًا أن الحقيقة لا يعلمها إلا الله (حتى تمادى إلى قول يا بخته). ما هذا الإيمان العظيم بمحدودية علم نيافته وعدم تدخله في أحكام الله؛ أين يذهب هذا الإيمان عندما يتحدث عن أخيه الأسقف المغدور؟! أم أن الله ظهر لأنبا رفائيل وأعلمه يقينًا أن إبيفانيوس ليس شهيدًا كما خرفت بعض الصفحات اﻷصولية على الإنترنت؟!

ألهذه الدرجة رؤية الأنبا رفائيل لأخيه إبيفانيوس – التي أتساءل عن ماهيتها وقوتها داخل نفسه – تجعله يتخلى عن وسطية تصريحاته المائعة أو المزدوجة المتناقضة إلى تصريح قاطع اليقينية بأنه ليس شهيدًا؟! ليس هذا فقط؛ بل عند مراجعته في تصريحه أكد رأيه – الذي أشار إلى أنه رأي الكنيسة – معللًا قوله بأن الشهيد فقط هو من يُسأل عن إيمانه، فيتمسك بمسيحيته، فيقتل لهذا السبب! حقًا!!

وسط البلد وبيت لحم 1 إذن أخبرني يا نيافة الأسقف العام؛ لماذا تحتفل الكنيسة كل عام في ال باستشهاد أطفال بيت لحم؟

هل سُئل أطفال بيت لحم عن إيمانهم بالمسيح؟ هل قُتِلَ أطفال بيت لحم لتمسكهم بإيمانهم؟! إن كان هذا رأي الكنيسة فلماذا أدرجت الكنيسة أطفال بيت لحم في قائمة شهدائها الذين تحتفل باستشهادهم؟ وماذا عن الـ49 شيخا شهداء برية شهيت، أو الأسود وغيره من شهداء هجمات البربر والتي كانت هجمات قطاع طرق ولصوص وليست امتحان إيمان أو عقيدة بالمفهوم الذي تروج له؟!

وسط البلد وبيت لحم 3وما هو ردك على الأنبا بيشوي المتنيح الذي اعتبر شهيدًا؛ ملقبًا إياه بأول شهيد للحق؟!

السؤال الأهم؛ ماذا بينك وبين أخيك يا أسقفنا، جعلك بدلًا من أن تبكي دم أخيك الصارخ من الأرض لإله السماء فتخرج لنا بهذه التصريحات الجافة الغير كنسية الممتلئة سوادًا حتى وإن ألبستها ثوب الفضيلة واللاهوت؟! تضايقت وامتعضت لأن بعض مواقع الإخوان -حسب تعبيرك- أشارت إليك كمشارك في قتل إبيفانيوس؛ فخرجت علينا بتلك التصريحات التي بدلًا من أن تغسل يدك من دم البار قمت بتلطيخهما بدمه بفجاجه قاتلًا إياه ألف مرة ليشترك الأخ مع الابن في قتل الشهيد بلا هوادة.

تعليمك يا سيدنا الأسقف تعليم وَسَط البلد، لكنه ليس تعليم الكنيسة ولا تعليم المسيح.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

Objection
[ + مقالات ]