Search
Close this search box.

لم تخلوا دورة للمجالس الملية من مشكلات وخلافات بين الاكليروس والعلمانيين الا في عهد البابا المتنيح ، ويعود ذلك الي  رسامة الاعضاء الموقرين شمامسة، ومن ثم عملوا ليس بصفتهم علمانيين بل درجة من درجات الاكليروس!! ولذلك كانت دورات المتعاقبة تخلوا من أي نزاع، مجرد ألية تنفيذية للاكليروس، اصدار بيانات وفقط، حتي ان انتخابات المجالس في حبريتة كانت تتم بقوائم متفق عليها مع المقر البابوي، ولذلك يكاد يكون دور المجلس الملي قد افرغ من مضمونة بعد يوليو ١٩٥٢ بشكل موضوعي.

( – ال – ١٠ يونيو ٢٠١٩)

وتلاقي يا مؤمن المواطن القبطي الأسمر الجميل بيعمل نشر للمقال، ويشيد بموضوعيته وأهميته، لأنه نطق بالحكمة البابوية في إزالة الخلافات ولو حتى بسكون المقابر!! بينما في الحقيقة فهذه الفقرة في جوهرها هي نقد سياسي حاذق بلا أخلاقية قداسة البابا شنودة الثالث، وشخصيًا أراها اعتراف بممارسته لما هو موصوف في التاريخ الكنسي بأنه “رأس الهراطقة” و”منشئ كل بدعة”.

عن السيمونية!

السيمونية: هي نيل أي درجة كهنوتية عن غير استحقاق عن طريق الرشوة، وهي نسبة إلى “سيمون الساحر” الذي عرض مالا على الرسولين بطرس ويوحنا قائلاً: أعطياني أنا أيضا هذا السلطان فأجابه بطرس قائلًا جملته الخالدة في الضمير الإنساني: لتكن فضتك معك للهلاك (أعمال الرسل ١٨: ٨-٢١).

التاريخ الكنسي والمعلمين الأوائل يذكرون سيمون على أنه “رأس الهراطقة” و”منشئ كل بدعة” بحسب تعبير ال القيصري، وهكذا ذكره الشهيد في دفاعه الأول، وذكره وايريناوس وغيرهم… لكن الأهم على الإطلاق هو ما سجله التاريخ المدني عن تطور في مكافحة السيمونية وتجريمها في العصر الحديث.

تداخل السلطة الزمنية مع السلطة الروحية سبب مشاكل لا تنتهي، فالحكام دائمًا يريدون استخدام المثقفين ورجال الدين والقيادات المنظمة مركزيًا في إدارة الشعوب، وقد انتشرت المتاجرة بالرتب الكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية بأوربا في . تاجر الكهنة بالأسرار المقدسة من أجل الأرباح المادية، وكان كثير منهم غير جديرين برتبهم الدينية، وكان لبعض الأساقفة عشيقات وأطفال غير شرعيين. شراء الرتب بالأموال والمصالح استدعى الدفاع عنها بالسيف والسم، وارتكب آخرون جرائم مختلفة مثل القتل وحُكم عليهم بعقوبات مخففة بسبب امتيازاتهم الكهنوتية. ومن المؤكد أن الكاثوليكي الأبيض الجميل في ذلك العصر، كان يخلق مبرراته في الدفاع عن هؤلاء المجرمين بحجة الدفاع عن الإيمان ومكانة رجل الدين، وإن رشى وإن زنا وإن قتل!

احتقرت الشعوب الكاثوليكية الفساد المنتشر في رجال الكهنوت، وحنقت على سلطة البابا، واحتبست في الأفواه الاحتياجات للإصلاح… فقامت أصوات قليلة في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، بانتقادات موسعة وسابقة على الإصلاح الديني في القرن السادس عشر.

من أشهر هذه الأصوات الصارخة، الأديب: “ اليجيري” صاحب التعبير الأخلاقي الشهير: قاع الجحيم محجوز لأولئك الصامتين وقت تعرض القيم للخطر وذلك عبر عمله: “الكوميديا الإلهية”، والذي وضع فيه السيمونية في الدائرة الثامنة من دوائر الجحيم!

كل هذا حدث، ويمكنك الاستفادة والتعلم منه بدلا من الفهلوة الفكرية! بينما لا يزال بعض الأقباط المتدينين شايفين “شراء الذمم”: حكمة سياسية في إزالة الخلافات!

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

باسم الجنوبي
[ + مقالات ]