من بين كل المعجزات في سجل العجائب التي صنعها المسيح في فترة تجسده على الارض والتي سجلها لنا كتاب الاناجيل .. تقبع تلك المعجزة حيث ينفرد بذكرها لنا انجيل يوحنا وحده والتي ربما يعدها البعض الأعظم بينها ألا وهي إقامة لعازر من بين الأموات بعد أن انتنّ. 

المتأمل في هذه المعجزة وعظمتها يجب أن يلحظ أمراً يبدو غريباً يسترعي الإنتباه .. فيسوع بعدما بكى أمام القبر وقبل أن يتهيأ لأن يصدر أمره للعازر للعودة إلى الحياة؛ يطلب من الواقفين أن يدحرجوا الحجر!

ما هذا؟! أليس في مقدور ذاك الذي يقيم الاموات من قبورهم بعد نتانتهم أن يأمر الحجر فيتدحرج؟!

هنا يعلمنا المسيح أمراً هاماً في الفلسفة الإلهية للمعجزة. المسيح وكأنه يخاطب كلاً منا قائلاً أنا أتدخل فقط لإتمام ما لا يمكنك إتمامه وعمل ما تعجز أنت عن الإتيان به .. فقط بعد أن تكون أتممت كل ما يمكنك فعله بقدرتك البشرية. !

فأنت شريك في المعجزة

نرى هذه الفلسفة الإلهية للمعجزة متكررة في أكثر من موضع في العهد الجديد .. فعند اشباع الجموع .. تلك المعجزة التي تكررت في روايتين مختلفتين كمعجزتين منفصلتين .. معجزة الخمسة أرغفة والسمكتين ومعجزة الارغفة السبعة والاسماك الصغيرة الأولى مذكورة في الأربع اناجيل والاخيرة مذكورة في انجيلي متى ومرقس. في كلتا الحادثتين طلب يسوع منهم أن يقدموا ما عندهم اولاً ثم يقوم بمباركته في تأكيد لذلك الدرس والمنهج.

تلك الفلسفة نجد اصداء لها في العهد القديم أيضاً عندما أمر الرب نوح ببناء الفلك. آهٍ يارب ولماذا كل هذا التعب والانتظار ألا يمكنك انقاذ خاصتك من البشر وباقي الخليقة بمعجزة؟! يجيب الرب (لا فقد خلقت الإنسان عاقلاً صانعاً ماهراً يستطيع بعلمه صناعة السفن .. إذن ليقم هو بالمهمة فهذا دوره وأنا دوري عند عجزه)

هذا المنهج الذي حاول في تجربته للمسيح على الجبل أن يهدمه بأن يجعل المسيح يقفز من على حجاب الهيكل طالبا معجزة معتمداً على وعد مقدس بأنه يوصي ملائكته به فلا تصدم بحجر رجله. فانتهره الرب قائلاً له لا تجرب الرب الهك محذراً إيانا جميعاً من السقوط في براثن تجارب الشيطان مزينها بآيات من الكتاب المقدس ليدفعنا إلى تجربة الرب وطلب المعجزة كفعل سحر او استعراض قوة في غير محله.

في ظل هذه الجائحة نعلم أن الرب يستطيع أن يحمينا بيده المعجزية ولكنه لا يفعل ذلك إلا بعد أن نكون قد أتممنا دورنا على أكمل وجه من استخدام الحكمة والعلم والقدرات البشرية. تلك الحكمة التي تستدعي إتباع إجراءات السلامة ومنها تغيير شكل الطقس الكنسي – الذي طالما تغير آلاف المرات عبر العصور- فالله ليس اداة مطوعة لإستخدامك الشخصي وتحقيق أح وأنت مغطى برداء مزيف من الدروشة معتقداً أن هذا هو الايمان -حاشا-  إن كنت ترى الإله بهذا المنظور وتتحداه مجرباً إياه ضد العلم فراجع نظرتك لأنك للأسف

 أنت تهين الإله.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

Objection
[ + مقالات ]