الكلام زايد اليومين دول في موضوع التعليم في مواجهة الناس اللي بتسيب المسيحية، خاصة التعليم عن اللاهوت الدفاعي.
أنا هحط شوية أفكار عشوائية في الموضوع ده وفي الغالب مش هيعجبوا ناس كتير.
١- كل ما يحصل مشكلة نصرخ ونقول التعليم، طب إيه في التعليم عايز تغيره؟
اللاهوت! يعني مثلًا هنعمل فصول محو الإلحاد؟ ألف فاتحة آ أبوكاتاستاسيس؟ ب بيروخيسيس؟ الخ.. بالعكس المشكلة إننا حطينا السَّبُّورَة المجازية بين المعلم والتعليم الأرثوذكسي في ناحية والمتعلم في ناحية تانية.
المتعلم يجيلك متعلم من الروح القدس والكنيسة واحنا نقول له: لا اركن دول على جنب وخش فصل مدارس الأحد، لازم نفهم إن التعليم الروحي ده متواتر والمعلم الأساسي هو الروح القدس، وجزء كبير منة بنتعلمه في الكنيسة لما نشوف الحياة المسيحية على الطبيعة ونتشبع بيها، إنما نلغي ده ونحطه في سلسلة دروس في فصل غلط وتصحيحها مش إنك تحسن جودة الدروس! زي اللي نقلوا المستشفى جنب حفرة عشان اللي يقع في الحفرة يروح المستشفى بسرعة بدل ما يردموا الحفرة. الخلاصة هنا إن المشكلة الكبيرة مش في المحتوى، المشكلة في طريقتك وفلسفتك التعليمية.
٢- و مع ذلك خلينا نبص على المحتوى، من الآخر ما لا يقل عن ٨٠% من المحتوى الدفاعي اللي عدى عليّ خلاني فعلا اشك في المسيحية!!!
المحتوى ربع لبة وملهوش دعوة بمعطيات العصر ولا احتياجاته غير أنه يحتوى على كَمَيَّة ضخمة من المغالطات المنطقية. أبسطها حاجة اسمها cyclical argument. تلاقيهم يقولوا لك المسيحية صح لأن الكتاب المقدس يشهد بكده، والكتاب المقدس صح لأن المسيحية تشهد بكده، ودوخيني يا لمونة.
٣- حتى لما المحتوى يكون محترم تلاقيه منقول من كنايس تانية فملهوش دعوة بواقعك الأرثوذكسي، غير إنه غريب على التقليد والليتروجيا فالنتيجة بتبقى حاجة مجعلصة هجينة غريبة علينا وساعات تتناقض مع تقليدنا.
يعنى مثلا لما نيجي نعالج مشكلة زي مشكلة الألم والمعاناة فلسفيًا، فوجهة النظر الأرثوذكسية لا تقف عند الألم بل تتجاوزه في القيامة منه، فلما نستلف تعريف لاهوت دفاعي يبرر الألم كأنه عقاب وغل، هنروح فين من ليتروجية بتقول لك: “حولت لي العقوبة خلاصًا؟”، غير طبعًا إن أنت عندك ٢٠٠٠ سنة تقليد بيناقشوا الأسئلة دي، فلو رجعنا لسؤال الألم عندنا كتاب لباسيليوس ليه منبصش عليه قبل لي ستروبيل؟
٤- أنت عايز تعلم لاهوت دفاعي طب ما تديهم حاجة يدافعوا عنها الأول، وريهم حياة مسيحية وتربطهم بالليتروجية والحياة المسيحية، وريهم وجودهم في المسيح، اديهم ثقة في إنهم يسمعوا صوت ربنا الأول.
من غير ما الناس تتأسس في المسيح هيدافعوا عن إيه؟ وريهم النعمة شكلها ازاي في حياة المؤمنين، خليهم يقعدوا عند رجلين الشعب البسيط المختبر للحياة الإلهية بدل ما تتريق على “جهال العالم”.
٥- حاجة تانية، ليس بالمصطلحات وحدها يحيا الإنسان، خلينا نبعد عن الرسميات والكلام المعلب ونروح في عمق اللاهوت الاختباري. من الآخر محدش قاعد في المسيحية عشان قرأ كلمتين و لا سمع وعظتين.
في زيطة الحرب على المؤمنين، عايز أقول إن اللي بيسند مش المعلومات لكن التجربة الروحية، فين ربنا في الكون وفيّ؟ عشان أكون واضح، أنا مش ضد التعليم النظري خالص لكن مينفعش يكون مركز التعليم، التعليم النظري بيفيد لدعم ومناقشة التعليم الاختباري لكن اللي احنا فيه إننا رفعنا قيمة التعليم النظري فوق الخبرة الروحية فكأنك بعت عسكري لمعركة بكتاب مش بندقية!
٦- لو عمليتك التعليمية مفيهاش علاقة كيانية بالمخدوم يبقي أقل حاجة إنهم يسيبوا الملة، لو إحنا ككنيسة ماحتضناش كل المؤمنين وخليناهم فعليا واحد معانا يبقي علية العوض ومنه العوض. يعنى مثلًا ليه احنا بنهتم أكتر لما يكون تارك الإيمان من علية القوم؟ اهتمامنا لازم يكون بالشخص ومش بس لما نحس إنه هيسيب الكنيسة.
٧- لية احنا خايفين جدا من الشك وعدم المعرفة؟ من غير الشغف مفيش رغبة للتعلم، ومفيش أصلا أي حد فينا عارف كل حاجة ومبيجيلوش حالات شك، ده أصلا ملهوش وجود، ولازم نكون مستريحين في إننا نكون متشككين أو في حاجات منعرفهاش، ليه بنحس إن ده تهديد؟ بنقعد نتكلم عن الإيمان مع القناعة مع إن القناعة بتيجي مع الشك.
۸- من ضمن الحاجات اللي التعليم الدفاعي أخد على عاتقة الدفاع عنها هي القيم الاجتماعية، فتلاقي إنك بدل ماتتعلم بس الدفاع عن العقيدة، أنت بتتعلم الدفاع عن يونيفورم المجتمع القبطي بتعريفة الخاص لحاجات زي الحشمة في نصرة لشعار “لا تشاكلو هذا الضهر” وهزيمة “بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.”. وكده نضمن إننا عندنا أجيال معدومين التفرد والشخصية، بدل ما نركز على تقوية الاتحاد الكياني بالله، فطبيعي لما نقولهم إن المظهر مهم، هيبقى تدينهم شكلي!!!
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
باحث في نظم التعليم الأرثوذكسي