لعقود طويلة حاولت الكنيسة جذب أبناءها إليها واحتواءهم وإشباع احتياجاتهم بشتى الطرق فوفرت لهم الهدية الأسبوعية من صورة وكيكة وعصير وعملت على ترفيههم فوفرت لهم الرِّحْلات والمؤتمرات الترفيهية الشتوية منها والصيفية والحفلات والكرنڤالات واجتهدت في أن يكون فيها معظم الأنشطة من كشافة لفريق مسرح لكورال وألحان لأعمال يدوية وألعاب رياضية وعملت الكانتين والكافيتريا والمشاريع الخيرية مستشفى وحضانة وفصول تقوية وبيع منتجات ديرية.

كانت كل كنيسة تتباهى بعدد الحاضرين فيها وعدد المشتركين فيها في كل الأنشطة وعدد المشاريع الناجحة فيها وكانت بعض الكنائس تذهب إلى إلزام أطفالها وشبابها لكي يستفيدوا برحلاتها ونشاطاتها وكمان خدماتها عليهم ضرورة الحضور في القداس و وكان العيال الصغيرين فعلًا بيحضروا مش علشان القداس ولا علشان مدارس الأحد لكن علشان يقدر يطلع الرحلة والمؤتمر ويستفاد بخدمة دروس التقوية وغيرها.

على صعيد آخر كان خدام مدارس الأحد هدفهم الأول هو جذب وانبساط الزبون فكانوا بيبعدوا تمامًا عن أي موضوع ممكن يستصعبوه المخدومين أو ميجيش على هواهم فبعدوا كل البعد عن الموضوعات العقائدية والة والآبائية وحتى الكتابية بدعوى أصل المخدوم مش هيفهمها ولما يكبر نبقى نديهاله، الغريب يا أخي إن المخدوم بيكبر ويمر على ابتدائي وإعدادي وثانوي وشباب وخريجين ومتزوجين وإعداد خدام، وخدام وشعب ولسه مكبرش ولسه مش مناسب نديله الموضوعات ديه لأنها دسمة وهتطفشه وندور على موضوعات تافهة ركيكة كل أسبوع ولو حتى حد اقترح موضوع مهم من أجل الحفاظ على ماء الوجه بيتم تناوله بسذاجة وتسطيح ولما حد يسأل ميلقيش إجابة لأن أصلا محدش فاهم ولا عارف وبينما يتجادل اللاهوتيين يا ابن الناس عم جرجس البسيط وطنط أم مينا الغلبانة بيسبقوكم على الملكوت.

بعد شوية بتلاقي الولاد ما ارتبطوش بحاجة في الكنيسة عن عمق فمتلاقهوش في أي صلاة ليتورچية اللي محسش بفرق من حضوره فيها ومعنى كلمة شركة وبين تشغيل تيتى أو جدو ليها على القنوات المسيحية وبعد شوية كمان مش بيبقى موجود في الخدمات اللي فيها لأنه لقى نفسه كبير ومستق،ل ايه اللي يجبره على حضور حاجة ملهاش لازمة بالنسبة له إلا الحصول على أنشطة يقدر يعملها هو وأصحابه لوحدهم وبمزاجهم بره الكنيسة من غير ما يبقى تحت رقابة خدام أو سلطة كاهن فمبتلاقيش ولاد الكنيسة في الكنيسة ومبتلاقيش في الخدمة حاضر إلا عينة الأولاد أو الشباب اللي مش قادرين يستقلوا بذواتهم أو اللي بيدوروا على ابن/ بنت الحلال وعاوز ياخدها من بين حيطان الكنيسة.

احنا اللي عملنا كده بإيدينا ومش بإيد حد تاني لما سطحنا كل الأمور وخليناها تافهة وقلنا عليها بساطة، عملنا كده، فبدل ما نجيب العالم للكنيسة خلينا الكنيسة شبه العالم، لما مديناش لأولادنا الطعام المغذي وادناهم ال junk food وخليناهم يدمنوه كمان ومش قادرين حتى إنهم يمضغوا الأكل مش حتى يهضموه.

عملنا كده لما ركزنا على الكم مش الكيف،  لما قيسنا نجاح الكنائس بمشروعاتها والفلوس اللي تقدر تجيبها،  عملنا كده لما ركزنا على الشكل ومهتمناش بالجوهر، لما قدمنا الكنيسة للمخدوم الصغير باقتران شرطي باللعبة والهدية فأول ما قدر يستغنى عن اللعبة والهدية استغنى عن الكنيسة.

عملنا كده لما قعدنا نبسط في التعليم لدرجة الجهل فمبقاش حد فاهم ولا عارف واللي فاهم أو عارف بقى من شواذ القاعدة والغريب وسطينا، عملنا كده لما مقدمناش المسيح وقدمنا ذواتنا، لما اشتغلنا بفكرنا الغبي مش بمواهب الروح القدس الحي فينا.

فلنراجع أهدافنا ومناهجنا وطريقة تفكيرنا عسى أن نصلح ما أفسدناه ولا نحاسب عن دماء أجيال قتلناهم تحت دعوى خدمتهم.

 

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

مايكل جميل
[ + مقالات ]