يخال لي الطريق رأسيًا كبِئر
أشعُر إني غارقة في العُمق
والرصيف بطوله مزروعًا في صَدري
الأشجار هنا.. في حِزمةٍ فوق رأسي
كلما تكرمَت الغَيمة بزخةِ مطر
امتدت جُذورها حتى وَصلت لحلقي
هكذا أنا
لم تبد إليّ الطرق أُفقية أبدًا!

ستلتقي الطُرق
وإن كانت أطرافها مبتورة

و‏مشيتُ على رأسي
لأبرهن للطريق بأنني أستطيع الاستغناء عن جسدي
والعيش على هيئةِ فكرة

وهمسَ:
خذيني لغاباتكِ…
فكرة حريق
فاعتذرتُ:
أنا بوح المسافة
وأنا تأويل الطريق

وهو مثلي
يهرب من الحب
حتى اصطدمنا ببعض
وتورطنا في الطريق

وحين تنهي الطرّيق الضيّق وحيدًا
لن تهتمّ للبشر الذين يملؤون ‎الساحات الواسعة.

وعند نهاية طريق القلق
ستلتقيني
على هيئةِ أمان

آمُلُ ألّا تنتهي خطواتي قبل أن ينتهي الطريق..

‏نعم أراك،
مُبعثرٌ قلبي في الطريقِ إثْر خُطاك.

‏ليتني أستطيع أن أترك نفسي تكمل الطريق عني لأستريح أنا

وتتجه دومًا قوافلي محملة بالكبرياء فى طريق اللا عودة

أصبحتُ لا التِفت للأشياء العاديّة
لقد أرهقَني الرُوتين..
حتى نسيتُ أني كنتُ فتاة الدّهشة !
فعدتُ أبحثُ عنّي في مُنتصف الطريق
حيث تركتُ (أنا)

‏كاد الطريق أن ينتهي، لولا ظلال الحنينِ الذي منحتهُ أميالًا من الانتظار

خطواتي جمر
والمسافة إليكَ رماد.
مُضنى هذا المسير.
‏كُلّما توقفت قليلًا
أتأمل الدنيا،
يتجلى إليّ سبيل حلمٍ
ساحرٌ خفي يربت على كتفي
يَحثُني على المسير،
امضِ يا قلبي…
لا تُقدم إلى الوهمِ قلبك الكريم،
امضِ إلى فضاءك البهيج!

‏لم يذهبا، لقد بقي كلًا منهما على طرفٍ من أطراف الطريق… يلوّح

‏اشترِ منجلًا
كُل الدروبِ شائكة…

‏أنا والغيمة
نمشي على دموعنا
لا الطريق طريق
ولا السماء سماء

لا شيء يبقى…
وكأننا نمشي نلوّحُ للحياة
هل الحياة ظلُّ يُلقى خلفنا،
أم أننا ظل الحياة؟!
تشوهت أحلامنا
وتموّهت أيامنا، دون انتباه
ها نحن نمشي في الطريق معرّج،
والساق تعرج
إنما روحي خطاها ثابتة
لا موت مني سوف يخرج
إنني أحيا، وخفق الروح ما فيه اشتباه
‏وأقتفى آثار قلبي بحذر
فلا أدري أين تختبئ الخيبات.

‏فى طريقي؛ طريقك
لن أعثر على دربي إلّا بالخوض في رحب وامتداد أرصفتك …

في غفلةٍ من هدوء المدى
ومسافة الطريق
ووجهٍ تبدّل حتى لم أعد أعرفه
وبؤسِ الرّفيق
رأيتُه يطحنُ الذكريات
ليخنقَ فيها ارتداد الصّدى
ويمنعَ الشّوق أن يستفيق
ويحرقَ ما نجا من رفات
يظنّ بأن الحياة
ستمنحه ليلًا جديدًا
وقلبًا طليق

إلى السّماء انجذب
تقف العصافير على أكتافي
أنا ابنة محاولتي
ولا أهاب الرّيح
أترك الدّوران للجميع
وكسكّير متّزن أراوغ الطّريق
وأدّعي الثبات على طاولة المخاطرة
واستخفّ بمخاوفي المراوغة

قد توحدُنا نقطة لقَاء،
لنروى حكايا الطّريق
علّنا نفهم منطق الرّحلة
‏لخطواتِ المسير كبرياءٌ معلنٌ،
وللطريقِ كبرياءٌ مهملُ…

على الطريق
قد ذهبت آخذة جهةً رحبة غير ملزمة بزمن،
أُصمّمُ على الجفاء،
أُفكرُ في اللا عودة، في سفرٍ بلا رجوع
لا يتبعهُ خِذْلان ولا يُعيدني الانتماء.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]