حينئذ، خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلًا:

على بعض كراسي تلاميذي جلس الكتبة والفرّيسيّون. فليس كلّ ما قالوا لكم أن تحفظوه تحفظوه! ولا تفعلوا بحسب أعمالهم. فإنّهم يحزمون أحمالًا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع والتليفزيون والجرائد. والتحيات في الشوارع والمؤتمرات وأن يدعوهم الناس: سيدي سيدي، معلّمي معلّمي العلّامة المستنير العارف بالأسرار القدّيس حامي الإيمان!

وأما أنتم فلا تدعوا أحدًا من رجال الدين سيّدي، لأن معلّمكم واحدٌ هو المسيح وأنتم جميعا إخوة. ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلّمين لأن معلمكم واحد المسيح، وبعده الكنيسة والتاريخ والعلم، اقرأوا الكتب الحقّة وكفّوا عن ثقافتكم الشفوية المزيّفة. أكبركم لا بدّ أن يكون خادمًا لكم. فمن يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع.

لكن ويل لكم أيها الكتبة والفرّيسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون! تكفّرون من تشاؤون وتقدّسون من تشاؤون، تجعلون الجنة في أيديكم وسيلة للسيطرة بها على عقول الناس.

ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تأكلون بيوت الأرامل والفقراء والمرضى والكنيسة، وتوهمونهم بعلة صلواتكم وبركاتكم من أجلهم. لذلك تأخذون دينونةً أعظم.

ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم لا تطوفوا البحر والبر لتكسبوا دخيلًا واحدًا ومتى حصل وجاءكم، تصنعونه ابنًا لجهنم أكثر منكم مضاعفًا وتكفّرونه وتشكّكون في نواياه، غيرةً وحقدًا لئلا ينال الملكوت الذي ظننتموه حكرًا لكم ولعبّادكم!

ويلٌ لكم أيها القادة العميان القائلون: من كره الآخر لأنه اختلف في عقيدته فهو حامٍ للإيمان، وتركتم المحبّة التي أحببتكم بها! أيها الجهال والعميان، أيما أعظم: التعبيرات العقيدية البالية أم المحبة المسيحية؟

ويل لكم أيّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تعظون بالطقوس والصوم عن الطعام وعن وتركتم أثقل ما في الإنجيل: الحقّ والرحمة والإيمان.

أيها القادة العميان الذين يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل! ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوءان اختطافا ودعارة!

أيها الفريسي الأعمى نقّ أولا داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضا نقيا.

ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضا: من خارج تظهرون للناس أبرارًا ولكنكم من داخل مشحونين رياء وإثما وكراهية وكبرياء!

ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين وتقولون: لو كنا في أيام آبائنا في السلطة لما شاركناهم في دَم الأنبياء! فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء ومهرطقي الصديقين والصالحين.أيّها الحيّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جون جابريل
راهب في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب نقدي: ، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: ، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب ال: ومواهب الروح القدس