مبقاش حد بيحارب على بقاء العلاقات، الكل بقى شايف وحاسس إن عنده عالم بديل، حتى لو كان عالم مريض، عالم يبدل على عدم السوية الاجتماعي النفسي.
الناس بقت تفشل في علاقاتها، وبدل ما يشوفوا المشكلة ويحاولوا يحلوها بقوا يدوروا على علاقات افتراضية بديلة، علاقة محدش يتحمل فيها المسؤولية، ولا يتحمل فيها جهد بناء العلاقة والحفاظ عليها.
للأسف حتى العلاقات الحميمية الخاصة جدًا، بقينا بنحاول نشبعها في عالم افتراضي، ممكن علشان بنتصور إن العالم الافتراضي مفيهوش مقايضة -مع إن فيه- محدش بيرفضك ومحدش بيقولك لأ، ولا يتهرب منك ولا يشترط عليك شروط وإملاءات، ممكن كمان علشان العالم الافتراضي محدش فيه بيبص غير لمتعته الشخصية -الذاتية- بغض النظر عن مسؤوليته في إمتاع وإشباع الآخر، ممكن علشان في العالم الافتراضي محدش بيلوم حد على ضعف أو قصور، أصلا كل واحد ممكن يرسم نفسه سوبر مان أو ترسم نفسها جميلة الجميلات (هو حد شايف حاجة)
كل ده والذكاء الاصطناعي لسه في مهده، يعني لك أن تتخيل (وهو قريب جدا) إن كل واحد يقدر يخلق (تعبير غير مجازي) شريك يفصله على مزاجه ويكلمه في كل حاجة ويترد عليه ويعمل معاه كل حاجة بمعنى كل حاجة دون أدنى مسؤولية، وفي الأخر وقت ما يزهق يخلق شريك جديد اللي بالذكاء الاصطناعي يقدر يتلافى عيوب النموذج الأول.
المجتمع بالصورة ديه، بيكون أكثر رعبا، بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة، شرسين غير محبين للصلاح محبين لللذات، القساوة بتملا القلوب والغشاوة بتقفل القلوب قبل العيون، وأجيال بتضيع مع إنسانيتنا وأخلاقنا اللي بقت تنهار، وعلشان نداري على فسادنا هتلاقي التدين الشكلي بيزيد وتلاقي الناس بتزايد على بعض بمبادئ الدين اللي هي شخصيا مش عايشاه في غرفها المُغلقة.
هايجي اليوم اللي محدش فيه هيطيق شره الشخصي أكتر من شرور الآخرين والكل هيشتهي الموت، وقمة العذاب إن الناس تشتهي الموت ومتنلهوش ويتسابوا في الحياة منهم لشرهم.