كتاب عشقه عنوانُه: رجلاً أكتمل بأحشاء حبيبته

أقف أمام عينية عارية الأفكار وأرتدي كل جنونه

‏ورائحة افتراضية للمساء،
قهوةٌ وأنت ورقصةٌ وغناء

وقبل أن يغفو مسائي ويغفو الأمل
يصلي على وعود تلامس الثغر
أرتل حنينه على هيئة لقاء خَجِل
ويكتبني قصيدة قبل الفجر
لأضعها في كف القدر

‏عشقك…
اح الغيم
وبَلل القصائد بحروف الرداء
عشقك…
كالبحر وكاليم
هائج هادئ وجريء الحياء

‏أكتب له،
أكتب به،
أكتب عنه،
وهو يكتبني على الورق
على الجدار
على بيتي
على يدي
على جسدي
على العشب
على الريح
في عيناي…
ليغار الحب
‏جميعهم… يقرأون لي
وهو وحده يقرأني

‏كانت تُقرأ…
كان يَكتب…
كانا يمتزجان
روحُ كلمة على حبر ورقٍ
على وقع الحب يتناغمان

يشاركني أعماقي
يضيع بداخلي
يجدد أنفاسي
ويتوه في تقاسيمي الكفيفة ويستسلم لي

هو كقصيدة عشق كتبتها على قارعة حلم
تبددت غيومها لتتحقق وتهطل كزخات المطر على أرضي

ليس بيني وبينه سوى
أنني جبلٌ من هوى
وأنّه بحر من حنان وما حوى

تتفشى تفاصيلي بأوردته
تتقمص أفكاره دمي
يعود فيتنفس عبقي
ويصلي بقدسي، فهو ملهمي

وحين بحثت عنه… وجدتني

‏بحضوره، يعلو النبض
وتحضر القصائد ملونة تضيء روحي
فأسكن خارج حدود الكون

‏سمع لحني
حين عزفت قيثارة النداء
نادم الحنين يوماً
حين راودني جور البكاء

معاً… نكون أقسى عوداً
أكثر وقوداً
وتكون السماء لنا حدوداً

هو الرجل الكامل معي
وأنا المرأة المثالية معه

‏يهبني قلبه لأجل أن أعيش
وأهبه قلبي لنواصل العيش معاً في هذه للحياة

أشواقه بلا أقفال
ونوافذي مشرعة لها دائماً

‏بين حبه الجنوني لي والبراكين الثائرة شبها كبيرا
وأنا غليانه لشيء أجهله لكنه فاض مني

أ‏سَقَىْ وردي فينبت شيئاً في قلبه يُشبه الورد…

و‏يقترب
لأزرع الحب في نبضه
لأتلُو الأمان لروحه
لأغمر الفرح في عينيه

‏بيدي نبوءة هذا العمر، وبيدك حل شفرة استفهامه
‏‎بيدي ضحكة هذا المساء وبيدك أحلامه

‏سريع المرور كالعمر
وثابت كرفيق العمر…
حَيْرَة الأيام هو ويقين جمالها…
هو كما هو يعني العمر

يعانقني في شتاء الجنون
وحضنه عواصف حانية…

مُجرم هو… يقتل بأحضاني كل لحظات السكون…

هو الهواء المتسربل كنسائم الصيف بأوردتي ليداعب جفون همسي
وأنا أشاركه أرستقراطية مواسم المطر ليحررني من حماقاتي وعبثي

‏وحديثه، همسُ أيدٍ تعرف كل لُغاتي!

بنيت له قصراً
وأودعت حبه المقدسة شرائعه في أقبية أوردتي وقيد أنفاسي
يتجلى ليغدو غفراناً وشفاءً
أفرش أشواقي على صدره…
وتلتهم نيرانه قربان اللهفة

‏يملئنى من ذاته، يُفرغني من ذاتي
ذاك الحاضر الغائب
كزائر في الروح وساكنها

يبقى لي لأواجه صخب الحياة وأمضي في تعرجاتها
وروحي المتوسدة به تمده بطاقة النضال ليستمر…

‏بقلبي هو
بأركانه والممرات بين أركانه
بدقاته واللحظات بين دقاته
بأوردته والدم في شرايينه
هو دمي

‏يحمل قلبه لي هدية كيمامة زرعها في نبضي
وأخبئ له في عينيّ عطية فرح كل لقاء

وكماءِ النهر هو
يعكس ابتسامتي حين أبحث عنها

‏وحين يتعب قلبي من شدّة الركض بين سطور قصائده
يعد لي مقعداً من حروفِ اسمه على ضفاف صدره
لكي أستريح عليه

أضيف أنفاسه إلى قهوتي ليكون مذاقها مختلف
وبهدوء ارتشفها معه بروح عاشقة لروحه

نلملم الحب
ونسكب بريق اللهفة والشغف في أقداحنا
ونمزج أحلام العمر ونبعثرها في سماءنا…

‏يسرد حكاياته
تبوح الحروف بذكرياته
ينفث أحزانه من جوف آهاته…
ليستنشقه إلهامي
يستقر وجعه ًداخل أضلعي
وأشاركه آلامه

‏يخلق لقلبي فرح يخرج منه إليه
يخلق كوناً من ذكرى أحيا فيه

‏وأتوه منه إليه…
كأنه خلاصي ملاذي وخطيئتي
أبحث عنه و هو بي

سقفه مزيج بين أنفاسه وأشواقي
وامتداد لنهر بين صدره وعقلي

‏موسيقى عشقه،
تلك التي يسكن لها قلبي في يوم ممطر
لها نكهة صلاة رهبان
لأتحدى الشتاء بين ذراعيه

‏حبّه الورديّ وانتصاراتُ عينيه تجعل منّي امرأة مستثناة، و عاشقَة أزليّة

يعطني رجفة صوته…
وأعطيه بحر كلماتي…

‏أذهب إليه
حيث ضجيج القناديل الساهرة
يعود بي
حيث تنتحر القُبل على إيقاع موسيقاه الساحرة

عشق حر
لا ينتظر إعادة
ولا تقتله سقطة الخيبة

‏وقلبي لم يكن يسعى إلا للانتساب إليه
على أعتاب كون
ينبلج فيه كياني حصرياً لمُقلتيه

وما نقشه القلب لا يمحوه الزمن
فحبنا بحجم وطن

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]