حقيقية لم أتعجب حين سمعت  في واحدة من طلعاته الفضائية على مواقع التواصل الاجتماعي يقول فيما معناه "إننا ما زلنا تحت  وخاضعين لكل أحكامه وتشريعاته وقوانينه ووصاياه كلها وبكاملها ونحترمها لأنها وردت في الكتاب المقدس"، ولكي يعطي مصداقية لما يقوله يستشهد بقول السيد المسيح "ما جئت لأنقض بل لأكمل"!!

لن أعلق من ناحية لاهوتية على موضوع الناموس بالرغم مما قاله “هذا الأسقف” في حد ذاته كارثة لاهوتية تنسف مسيحية العهد الجديد كلها، ولأنه يحتاج إلى حلَقات منفردة، لكن أتكلم في الأقل من ناحية لغوية من مواطن عادي كحالتي بأقل بحث ودراسة عادية أقارن مع الترجمات الإنجليزية، وعدت إلى التَّرْجَمَةً اليونانية بواسطة شرح أحد الدارسين فيتضح إن كلمة (لأكمل) معناها أساساً:
To Fulfill – To accomplish – To give them the right meaning
– وترجمتها (ليحقق- ليتمم الأمر وينهيه- ليعلن تمام الشيء- ليعطي الأمر أو الرمز المعنى الحقيقي له)
– وليس المقصود بها أبداً أنه (يكمل) أي يضيف أجزاء جديدة على ما سبق. To Continue – To add to

وهذا أمر لم أخترعه، إنما هو أمر معروف لدى الدارسين (من كل الكنائس) ولكن من الواضح أنه لم يصل مغاغة والعدوة بعد، المهم إن “هذا الأسقف” يصارع ويحارب من أجل لي ذراع الآية من أجل غرض واحد فقط وهو الغوص في مستنقعات التهود والفريسية والعودة للأركان الضعيفة للناموس مرة أخرى، هذه التي ظهرت بقوة في السبي الأربعيني للكنيسة القبطية.

إلى “هذا الأسقف” إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميا لا يهوديا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا؟” إذا كنت تقول إنك مسيحي حقيقي لماذا تريد منهم أن يلتزموا بالشرائع والأحكام اليهودية؟ ولماذا تأخذ منها جزء وتترك الكل؟ لماذا لا تطبق كل الوصايا اليهودية والشرائع الموسوية في سفر اللاويين بحذافيرها عليك وعلى الكل؟

أجيبكم بكل صراحة من خلال متابعتي لسنوات طويلة لهذا الأسلوب، اتضح لي أن الغرض الأساسي من لي ذراع الآية وإظهارها بهذا الشكل هو من أجل جعل المؤمن في موضع (الخاطئ) طوال الوقت، ووضعه تحت نير العبودية لشرائع وقوانين وأحكام عثرة الحمل لا يستطيع رجال الدين أنفسهم تحملها، يلوون ذراع الآيات من أجل تعظيم سلطة ال وتعظيم التسيد الشخصي لهم على المؤمنين بأحكام الناموس التي قال عنها الكتاب إنها (عتقت وشاخت واضمحلت) ولا فائدة منها ولا خلاص ينبع منها ولا تصنع بر الله. ولم يعد المؤمن في عهد النعمة يحتاجها.

رأيت أنهم يحاربون الخليقة الجديدة الحرة لـ المؤمن الحقيقي في المسيح يسوع كي يظل المؤمنين مجرد عبيد يحتاجون لرجل الدين كل لحظة وفي كل كبيرة وصغيرة! وفي كل استشارة روحية وتعليمية ولا مانع من الاستشارات الزوجية والاستشارات الطبية والنفسية!!!

أتمنى من “هذا الأسقف” وكل أسقف يروج هذا التعليم أن يعيد قراءة رسالتي رومية وغلاطية والعبرانيين بالذات بقلب مفتوح وعقل واعٍ حتى ينير له الروح القدس سر التبرير وسر الخلاص وسر الإيمان.

يقول عن العهد الجديد الذي للسيد الرب مع شعبه:

“فَإِذْ قَالَ «جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ”

(رسالة بولس إلى العبرانيين 8: 13)

إلى “هذا الأسقف”: إذن ناموس العهد القديم اضمحل. الناموس عتق وشاخ.

“إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.”

(رسالة بولس إلى غلاطية 2: 16)

الناموس انتهي بلا رجعة وليس فيه أي بر ولا يصنع خلاصاً للإنسان.

“لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ!”

(رسالة بولس إلى غلاطية 2: 21)

 

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

تامر فرج
[ + مقالات ]