ثم ماذا؟
ثم إن الرحيل اقتلع عيون الترقب
صلبَ أطراف القلب عمدا
وقطع وريد الروح بصمت
فسال اليأس على جيد الوقت
فلا غياب يفي بالوعد
ولا رجوع ينهي مزاعم الانتظار بعد….
ثم إني
ما زلت احتفظ
ببقاياك في جَيْبِ قلبي.
ثمّ
من أقنع العشاق أنّ الذكرى الجميلة هي نهايةٌ مشرفةٌ للحب!
ثم إني لفرط حبي
قد فرّ بعضي إليك شوقًا
فمتى يحنّ عليّ قلبكَ
ويضُمّ كلي إليك عشقاُ.
ثم ماذا؟
ثم أن مناجل الشوق تحصدُ قمح قلبي منذ غبت.
ثُم ماذا؟
ثُم إِن الحَياة الثَائرة بين ذِراعيك
تَغوي كُلي
لأن أكون بينك وأَنفاسكَ.
ثم إني
عندما عزمت على إغراق قلبي
جفّت كلُّ البحار
وعزفت الغيوم عن إنجاب المطر..
ثم ماذا؟
ثم كيف يسمى العشق عشقاً إن لم يُعيد الأشياء إلى أصلها؟!
كل حب لا يشقني ويُنبت مني أزهاراً هو ليس بحب.
ثم ماذا؟
ثم كان هدوء
هدوء لا يهدأ.
ثم ماذا؟
ثم أن الأسئلة وحدها ترى الأجوبة عمياء.
ثم ماذا؟
ثم أن السطور التي تخلو من الحديث عنك
أشبه بأرصفة
موحشة هجرها المارّة.
ثم ماذا؟
ثم إننا متعبون في أحضان الراحة.
ثم إن
لا فائدة من رحابة المعرفة
إن لم تمتلك جناحين من العزم تحلق بهما.
ثم ماذا؟
ثم إن حنينكَ النقيّ جداً،
الشّفّافُ كقطرة الماء
يلوّثه غبار الكبرياء.
ثم ماذا؟
ثم إن الأيام دونك
كعيونٌ عطْشى بلَّلها الظَمأ.
ثم ماذا؟
ثم كيف لي أن أدندنك لحناً
وكيف أضبط حبال حنجرتي
بعدما تمزقت بتنهيدة.
ثم ماذا؟
ثم أن طيف الحزن الذي يتتبع خطواتي
يخشى السير في طريق يحرسه ظلك.
ثم ماذا؟
عبثاً، في ظل عينيكَ أسافر
عبثاً، تبحث عن نقطة ضعفي
لم يعد صوتك يغيرني
ولا يبعد خوفي
ثم ماذا؟
كم هو صعب أن تفهم هذا؟
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟