«التقليد، أصل الإيمان، إمّا أن ينمو أو يموت».

في بعض دول وبشكل خاصّ في مصر هناك سوء فهم أو عدم تمييز بين دور اللاهوتيّين وبين دور معلّمي التعليم المسيحيّ. وبالطبع هناك سوء فهم لعمل السلطة التعليميّة للكنيسة الكاثوليكيّة مقابل اللاهوتيّين ومعلّمو التعليم المسيحيّ. أشكر الله أنّ ال التقى أعضاء لجنة اللاهوت العالمية في شهر نوفمبر الماضي وأوضح هذه النقطة تمامًا.

قال البابا فرنسيس لأعضاء اللجنة الذين استقبلهم يوم ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٢: إنّ دعوة اللاهوتيّ هي أن يجرؤ على المضيّ نحو الأمام.

كلام البابا المنشور في جريدة “أوسرڤاتورى رومانو” ركّز على نِقَاط ثلاث أذكر منها ما يهمّنا الآن:

يجب على اللاهوتيين أن يذهبوا إلى الأبعد، وأنّ يسعوا نحو ما هو أبعد. لكني أريد أن أميّز ذلك عن دور “معلّم التعليم المسيحيّ”، يجب على معلم التعليم المسيحي أن يعطي العقيدة الصحيحة، والعقيدة الراسخة، وليس المستجدات الممكِنة، وبعضها جيد، بل ما هو راسخٌ. ينقل عالم التعليم المسيحي العقيدة الراسخة.
أمّا اللاهوتيّون فيجرؤون على المضي نحو الأمام، وستكون السلطة التعليميّة هي المنوطة بتوقّفهم. لكن دعوة اللاهوتي هي أن يجرؤ دائمًا على المضي نحو الأمام، لأنّه يبحث ويحاول أن يجعل اللاهوت أكثر وضوحًا. مع ذلك، لا تعطوا التعليم المسيحي أبدًا للأطفال وللأشخاص ذوي المذاهب الجديدة غير المؤكّدة.
هذا التمييز ليس لي، إنّه القديس إغناطيوس دي لويولا، الذي أعتقد أنه فهم بعض الأشياء بشكل أفضل مني!

(البابا فرنسيس)

إذًا تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة وتعليم البابا فرانسيس للاهوتيّين لم يكن أبدًا ضدّ التقدّم في البحوث اللاهوتيّة، وترك الروح القدس ليعمل في عقول وقلوب اللاهوتيين ليبنوا على التقليد صرحًا أو شجرة تتغذى على الأصول (التقليد) من دون أن تتوقّف وإلا ماتت وتحول الإيمان إلى متحف.

الخطر هو أن نطلب من اللاهوتيّين أن يؤدوا عمل معلّمي التعليم المسيحيّ! أو أن يُمارس معلّمو التعليم المسيحيّ مهمّة اللاهوتيّيّن. مَن له وحده الحقّ في إدخال الحقيقة التي يعلنها اللاهوتيّين داخل الحقيقة الشاملة (الكاثوليكيّة) هي سلطة التعليم الكنسيّة التي بالطبع يمثّلها مجمع عقيدة الإيمان.


– راجع لجنة اللاهوت العالمية: السلطة التعليميّة الكنسيّة وعلم اللاهوت ١٩٧٥.
– راجع النص اﻷصلي لمقال جريدة “أوسرڤاتورى رومانو

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جون جابريل
راهب في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب نقدي: ، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: ، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب البابا فرانسيس: ومواهب الروح القدس