(١)
ديسمبر ٢٠٢٢م:

دعيت إلى إحدى حفلات نهاية العام.
الكل يتكلم عن إنجازاته وإخفاقاته،
يستخدمون مصطلح الحصاد دائما.
دائما تنتهي هذه الحفلات بأمنيات للعام الجديد.

 (٢)
يونيو ٢٠١١م:

أتممت خدمتي العسكرية، وذهبت لأتسلم عملي بالمستشفي النفسي التي تم توزيعي عليها لقضاء فترة النيابة.
لم يكف أحد عن سؤالي نفس السؤال الذي أصبح هاجس كل المصريين “يا تري شايف فيها أمل؟!”.

كنت ابتسم وأنا أتعجل إجراءات تسلمي العمل مجيبا بـ”ربنا يفتح لنا باب للأمل”.

(٣):
الشهور تمر، والسنوات أيضا تمر، بعد ثورة يناير والأمل يتقلص. فصار دعائي: “ربنا يفتح لنا شباك للأمل”.

(٤):
كانت نصيحة المشرف على رسالتي للماجستير المتكررة لي: “لما تيجي تكتب عن موضوع، أعتبر نفسك الكاتب الوحيد في العالم اللي هيتكلم عن الموضوع ده… فحاول تكتب كل تفصيلة تعرفها، وبأسهل طريقة للعرض، لأنك الأمل الوحيد إن الموضوع ده يتكتب عنه”.

أعود الآن إلى حفلتي، وأتذكر رحلتي مع الأمل في بَدْء استلامي للعمل الحكومي كطبيب نفسي شاب بعد شهور قليلة من ثورة يناير: أتذكر الآن كيف كان الأمل كبيرا، وكيف تضائل هذا الأمل من “باب” إلى “شباك” مع مرور الأيام. بعد إتمامي للماجستير وأصبحت أخصائي ب، وتحديدا في أغسطس ٢٠١٤م، قررت أن أؤسس لمبادرة أسميتها “Hope” أو “الأمل”، كان هدفها هو سد الفجوة في خِدْمَات الصحة النفسية الحكومية المقدمة للأفراد وبشكل خاص للأطفال والمراهقين.

كان برنامَج دعم المرونة النفسية للأطفال داخل المدارس هو أحد أهم البرامج التي اشتهرت به المبادرة. وبينما كنت أعمل مع الأطفال وآبائهم ومدرسيهم، كانت “طاقة للأمل” في غدٍ أفضل تنفتح لي. كبر الحلم وتحولت المبادرة إلى مؤسسة غير هادفة للربح مشهرة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، ولم أجد لها اسم أفضل من “طاقة أمل للتنمية”.

أتذكر هذه الرحلة في نهاية هذا العام، وأنا أقرر كتابة سلسلة من المقالات التي ربما تفتح “طاقة للأمل” لقرائها. تتناول هذه المقالات المواضيع المتعلقة بالصحة النفسية والطب النفسي بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وكثرت الأقاويل والأساطير، وتاهت الحقائق.

سأكتب متمنيا لنفسي ولمن حولي أن تنفتح لنا: “طاقة للأمل”.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

مايكل النميس
استشاري الطب النفسي في مستشفي العباسية للصحة النفسية  [ + مقالات ]