اللي بيقولوا عليه “الأسد الصاعد”…
مش طيّارة حربية، ولا جيش بينتصر.
ده إعلان إن ربنا طوّل باله كتير…
بس دلوقتي، قام، وزمجر، وابتدى وقت الحساب. [1]
مش علشان ينصر دولة على دولة،
ولا علشان يثبّت نظام ويفني التاني،
ولا علشان يتحالف مع حُكّام ويفترس غيرهم.
الأسد قام…
لأنه شاف الأرض اتملت دم وبطش وقهر،
وشاف وشوش مبتسمة وهي بتقتل الأبرياء،
وسكوت عالمي بيبرّر، ويطبطب، وينافق. [2]
شاف مزلة محبيه اللي عايزين يعيشوا بسلام،
لكن محاصرين بجلادين بيظلموهم، ويستنزفوهم،
ويستعبدوا حياتهم… باسم الوطن، والدين، والتقدُّم.
في سفر عاموس، ربنا ظهر كـ”أسد بيزمجر من صهيون”، [3]
زمجرة مش حماس ديني ولا تعبئة شعبية…
زمجرة فيها دينونة حقيقية، وفضيحة لكل شر.
بدأ بالأمم:
▪︎ على دمشق (سوريا)… لأنها دعكت جلعاد بآلات حديد كأنهم مش بشر [4]
▪︎ على غزّة… لأنها سلّمت شعب كامل لتجّار الموت [5]
▪︎ على صور (لبنان)… لأنها باعت الإخوة مقابل مصالح [6]
▪︎ على أدوم (جنوب الأردن)… لأنها ما غفرتش، وورّثت الكراهية. [7]
▪︎ على بني عمون (عَمّان)… لأنهم شقّوا بطون الحوامل عشان يوسعوا أرضهم. [8]
▪︎ على موآب (وسط الأردن)… لأنها حتى الميتين ما سلموش منهم. [9]
وبعد ما أعلن دينونته على الأمم…
كمّل الإعلان، ومدّ صوت زمجرته على شعبه الخاص كمان.
لأن الله مش بيحابِي… ومش بيسكت على الشر حتى لو من اللي شايلين اسمه.
▪︎ قال على يهوذا: “رفضوا شريعتي، ومشوا ورا أكاذيب آبائهم” [10]
▪︎ وقال على إسرائيل: “بيبيعوا البريء بجزمة… بيدوسوا الغلبان… وبيهينوا العبادة… وبيسكتوا أي حد بيقول الحق” [11]
الأسد ما بيخافش من أنظمة…
ولا بيرفع راية دولة على التانية…
ولا بيجامل اللي بيرددوا اسمه، وهما بيسرقوا باسمه وبيظلموا بإيده. [12]
ربنا قام…
مش علشان يصفّي حسابات سياسية،
لكن علشان يُنقذ اللي صوته مش بيوصل،
ويهزّ اللي بنى عرشه فوق جماجم الطيبين.
وقام كـأسد… علشان يفتدي، ويخلّص، ويحرّر،
علشان يخلّص الأبرار المقهورين من قبضات الأشرار المتسلّطين،
علشان يهيّئ الأرض لسلام حقيقي،
يعيش فيه محبّي السلام سوا… تحت رايته هو،
في ظلّ ملكوته هو، بقلب جديد، من طبيعته هو،
طبيعة مليانة محبة، خارجة من قلب الآب. [13]
“الأسد الصاعد” مش دبّابة ولا طيّارة ولا درون… ده إله حيّ… قام واتكلم، [14]
ولا ممالك تقدر تسكّت زمجرته،
ولا أنظمة تقدر توقف صوته.
زمجر… ولسّه بيزمجر.
والأسد ما بيزمجرش من فراغ… [15]
ده بيعلن إن السما نفسها قررت تتكلم،
واللي مش سامع، مش هايتبقّاله غير نار جاية تفضح حقده، وتكسر كبريائه، وتحرق كل شر رفض يتوب. [16]
ارجعوا قبل ما الصوت اللي بتتجاهلوه
يبقى أخر حاجة تسمعوها.
ارجعوا…
بتوبة حقيقية،
بحياة تكره الضلمة… وتصرخ للنور لتحيا فيه. [17]اطلبوا الرب فتحيوا لئلا يقتحم بيت يوسف كنار تحرق، ولا يكون من يطفئها.
[18].