أَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.

(1كورنثوس 15: 22)

استخدم القديس تعبير “في ” مقابل تعبير “في المسيح” ليوضح موقعنا في كل من آدم والمسيح في عمل السقوط والفداء. فهل بكوننا “كنا في آدم” يكون موقعنا هو الاشتراك الشخصي كأفراد فاعلين أم كان وجودًا بحسب الطبيعة البشرية التي كانت متجمعة في آدم وقتها؟ وبناءًا عليه نستطيع أن نحدد هل ما ورثناه هو الذنب الشخصي أم الطبيعة الفاسدة؟

ولنصل إلى إجابة هذه النقطة علينا بالمثل أن نناقش نفس السؤال بالنسبة لتعبير “في المسيح”، فهل نحن في المسيح بحسب اشتراكه معنا في طبيعتنا الإنسانية التي تمم بها كل ما هو لائق لطبيعتنا البشرية؟ أم كنا موجودين كأشخاص فاعلين مشاركين في أعماله الخلاصية؟

وكيف نفهم أقوال الكتاب مثل:

وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ

(أفسس 2: 6)

وأيضا:

مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ

(غلاطية 2: 20)

وكذلك:

عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ. لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ.

(رومية 6: 6-8)

فهل نحن كأشخاص كنا موجودين في زمن المسيح وأتممنا معه بالوجود الشخصي والفعلي عمل الفداء بالصليب والموت والقيامة والصعود؟

بالتأكيد لا، فلا يمكن فهم هذه الأمور بأن للإنسان وجود سابق للحبل به وميلاده! فلم نكن موجودين كأفراد لا وقت آدم ولا في زمن حياة الرب يسوع على الأرض. فالديانات والفلسفات الوثنية هي التي تعتقد بوجود الإنسان السابق لميلاده!

فكيف إذا يمكن أن نفهم ما قاله الكتاب بأننا (صلبنا) و(متنا) و(قمنا) و(صعدنا) مع وفي المسيح؟

تصلي الكنيسة، وتقول:

كل عجينة البشرية أعطتها بالكمال لله الخالق وكلمة الآب

(ثيؤطوكية الخميس – الفطعة السادسة)

وأيضا نقول:

باركت طبيعتي فيك

(القداس الغريغوري)

ومن هنا نفهم المقصود والمعنى السليم، وهو أن اشتراكنا معه وفيه، يكون بحسب الاشتراك في طبيعتنا التي أخذها الرب يسوع، ولا يصبح الاشتراك فعليا في مفاعيل ونتائج الخلاص إلا بالارتقاء باتحادنا معه بواسطة الإيمان والأسرار.

فكما أن آدم بطبيعتنا تمم الخطيئة، فالكلمة المتأنس بطبيعتنا البشرية تمم الخلاص. فمن آدم انحدرت إلينا -كأفراد- نتائج الخطيئة، ومن المسيح نلنا كأشخاص مفاعيل الخلاص.

فالطبيعة البشرية اشتركت في كل من عمل السقوط والفداء كطبيعة وليس كأشخاص، ولكن النتائج هي التي وصلت إلينا كأشخاص.

فعندما نقول: “أخطأنا في آدم” أو: “كنا في آدم حين أخطأ” فلا يمكن أن نفهمها إلا من خلال الطبيعة وليس بالوجود والفعل الشخصي، فما يُسمى ب أو الخطية الجدية أو الأصلية هو وراثة الطبيعة المُتجهة للموت الذي جاء على جنسنا بسبب عصيان آدم. ففي مقابل انحدار جنسنا بعصيان آدم للموت والفساد، هكذا نرتقي بالاتحاد بالرب يسوع لنوال الخلاص.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

Tony Marcos
Website  [ + مقالات ]