Search
Close this search box.

الصفات الإلهية هي قاعدة حياة الشركة القوية بين الله والإنسان. وقد أعلن الله صفاته الإلهية للإنسان لكي يعرف كيف يؤسس علاقته به. وإن كل دراسة جيدة لصفات الله هي دراسة لحياة الشركة نفسها، وليست مجرد حلية ينبهر الإنسان بها.

القدوس هي صفة لله، ولا تعني أن الله بلا خطية لأنها تخلو من المعاني السالبية، بل تعني أن الله لا يمكن مقارنته بأحد. هذا يوضحه الوحي هنا:

لأني الله لا أنسان القدوس في وسطك

(هوشع ٩:١١)

أي لأني القدوس فأنا لست أنسان ولا يشبهنني أحد.

ومن هذا المنطلق فإن الله هو آخرٌ، بالنسبة للإنسان، ولذلك لا يعطي مجده لأخر، الذي هو الإنسان: مجدي لا أعطيه لآخر (إشعياء ٨:٤٢ وأيضا ١١:٤٨).

ولكن من ناحية أخرى، فإن إعلان الله لصفته أنه “القدوس” لم يكن بغرض الترهيب والعزلة للإنسان فيصبح أبتعاده عن الله أمرًا حتميًا.

نعم كان هناك حاجز متوسط وعداوة بين الإنسان والله بعد سقوط . وقد حرص الرب أن يزيله لكي يحقق تدبيره الإلهي، أن تمتد قداسة الله إلي واقع الإنسان وتغيِّره:

كونوا قديسين لأني أنا قدوس.

(ى، إصحاح 1: 16)

هنا القداسة ليست هي عدم الخطية، بل تغيير الطبيعة.

فإن قداسة الله تمتد يدها إلي الخليقة لكي تتحول طبيعة الخليقة إلي شيئ فريد لا مثيل له مثلما الله هو القدوس أي لا مثيل له.

هذا ما حققه المسيح لنا في بشريته بالتجسد الإلهي، أن تجددت طبيعتنا الساقطة التي أخذها من آدم الأول بالولادة من العذراء ذرية آدم، وطهرها باتحاد لاهوته، فتقدست وصارت الخليقة الجديدة للإنسان في المسيح يسوع.

ونحن نلبس تلك الخليقة الجديدة بالإيمان في ، حيث ينقل الرب إلينا قداسته من خلال تلك الخليقة الجديدة ونصير قديسين فيه.

لذلك ليس بعد غريبًا قول المسيح بأن يعطينا مجده أريد أن يكون لهم المجد الذي أعطيتني [مجد القداسة في الله] ويروا مجدي لأنه: بدون قداسة لا يري أحد الله.

إن التقديس بقداسة الله هو تغيير إلي طبيعة جديدة، أمتدادها هو في القدوس الحي غير المائت، لذلك فالتقديس هو محيي والذي نراه يمتد إلي مياه المعمودية وأيضا الخبز والخمر في ال وزيت الميرون حيث تنال المياه في المعمودية نعمة خاصة وتصبح مهيأة لقبول الروح القدس وتصبي مياهًا طبيعتها محيية بخلاف غيرها: الروح القدس يأخذ مما لي ويخبركم [ويعطيكم].

هذه هي القداسة أننا نكون مثله، وليس مثل العالم.

كونوا قديسين لأني أنا قدوس

(بطرس الأولى، إصحاح 1: 16)

والسُبح لله

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

القدوس: هل تعني "بلا خطية"؟ 1
[ + مقالات ]